Mastodon رؤى: مقالات
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات مقالات. إظهار كافة الرسائل

الذين يسيئون التربية وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً


انك تاخد / (تدي) للي يهموك الحاجة الضرورية الي تشبعك /( تشبعهم) بالشكل المعقول والطبيعي في ميعاده ووقته ده الباب الوحيد لتحصين نفسك / ( تحصينهم ) من الإقبال بنهم غير رشيد ومضر ومؤذي على الحاجة الي انت / (هم) اتحرمتوا منها حتى لو كنت حرمت نفسك بإرادتك سواء اهمالا أو لاعتقادك ان فيه أولويات أهم ! مثلا انك جعان ومبتاكلش عشان في ايدك حاجة مهمه ولما بتاكل بتاكل اي حاجة وتنسى طعم الأكل الساخن الي ليه مذاق خاص محبب وتستمر في الدايرة دي فترة ثم جرب وانت في حالة الجوع والحرمان الاختياري دي تدخل مطعم ! ساعتها هتطلب كمية أكل أكتر بكتير من الي تقدر تاكلها فعلا وأصناف كلها حلوة أو نص حلوه بس متتطلبش مع بعض والآخر هينزل لك العيش والسلطة تاكلهم بنهم وتمتلئ قبل ما كل الي طلبته ينزل لك ويبقى الأكل كأنه عقاب لأنك بتاكله بس عشان هتدفع تمنه وممكن تطلب تاخد معاك الي فاضل بس خلاص المتعة راحت ودفعت تمن غالي اوي في حاجات انت مش عايزها بجد وتمشي تحسس على جيبك بأسى على مبلغ كبير متعرفش دفعته ليه غير انك كنت جعان جدا نفس الشئ ينطبق على حياتنا كلها ، لما تحرم ابنك من اللعب والاختلاط بالناس عشان يفضل متفوق وبيجيب درجات عالية اول ما يتحرر هيلعب ويختلط بالناس بس على كبر ويكتشف انه مش عارف خمس اسداس الي المفروض يعرفه عن الدنيا والتعامل مع الناس ويثق في مين وميثقش في مين ويقتنع باي كلام ويرفض اي كلام ، وقتها هيقبل على كل شله تبان عليها الفتاكة والدقدقة وانهم عيال مقطعين السمكة وديلها وهتبقى الصياعة بالنسبة له شئ مبهر وجذاب والصياع الي مش هاممهم حاجه في الدنيا ولا فارقه معاهم دول الي عايشين ويحاول يندمج معاهم ويجاريهم في شكلهم وفي تصرفاتهم بس بخيابة لأنه في الأصل مش بس مش صايع ده غلبان فيبقى لا راكب عليه شكل المحترم ولا شكل الصايع وبعد ما ياخد كام لفة في الدوامة دي هيلاقي نفسه فاشل في التعامل مع الناس وينغلق على نفسه ويكتئب ويكره الناس او يصاب بالبلادة واللا مبالاة ويكتئب برضو ! او يتحول لإنسان أناني عايش لنفسه بس بمعزل عن العالم على اساس انه محدش فهمه فمحدش يستاهل انه يحاول يتفهمه ويبقى شعاره وانا مالي أو يوصل لحاجة تانية والأمثلة مالهاش عدد بس في الآخر حالة سلبية منفصلة عن محيطها ومجتمعها واسرتها وحتى حضرتك الي قعدت تحط حواليه اسوار عشان تحميه عمرك ما حاتفهم هو ليه وازاي اتعلم الجفاء ده وليه انت نفسك مش مهم اوي عنده للدرجة دي ، ببساطه لأنك السبب في حيرته وصدمته بعد ما خرج من الغرفة المغلقة الي كنت فاكرها حامياه ومش عارف الفرق بين الحماية والعزل ، نفس الحكاية مع بنتك الي انشغلت عنها او فضلت معتبرها عيلة غبية مش شاطره زي اخوها وتافهة فهتعوز ايه دي ؟ فستان واللا حلق واللا لعبة واللا شنطة ؟ بس لأ حضن ايه ودلع ايه ورغي ايه وصحوبية ايه ؟ هي تاخد التعليمات وتنفذها بلاش دلع عشان ماتاخدش على كده .. البسي ده ،متلبسيش ده ،مفيش خروج ،صاحبي دي ودي لآ ، ذاكري ، صلي ، اقري ، انتي تافهة ، بلاش عبط ، مستحليه نفسك ؟ جوعتها للإحساس بكيانها ، بإنسانيتها ، بحد يفهم تفاهتها ويحبها ، يحد يحس باكتئابها وعباطها من غير سبب ، مع ان السبب انك بعيد بعيد اوي ، وهي بتكبر واكيد حد حيقرب ولما يقرب تخاف منه ؟ ... طب تشوف ماله ده ؟... طب هي عاجباه ؟ ...بجد ؟... يعني ممكن حد يعجب بيها ؟ ويحاول كمان بكل قوة ، ماهي بالنسبه لها مجرد الحاحه ده يبقى بكل قوة ، هي معلوماتها عن نفسها من البيت انها تافهة وعبيطة فمش معقول حد بقى هيموت على واحده تافهة وعبيطة واخوها بيقول لها انها مش حلوه اوي ولا حلوة خالص ومجرد بنت غبية ، فايه ده بقى الي هيموت عليها عبيط مثلا واللا هم الي شايفينها غلط ؟؟؟؟ طب صاحبتها بتقول لها انها جميلة جدا وان الواد ده ميستاهلهاش !! كمان !! ايه ده ؟؟ امال ايه بقى ؟؟؟ ، الواد بيقول كلام حلو اوي ، لا مش واد ده ولاد ؟ كل كلمة بتهز كيانها ، كل نظرة حنية وتسبيلة بتحسسها انها عايزه تترمي في حضن ، مانت جوعتها ، هدمتها ، فهمتها انها حاجة مش انسان مشاعرة تستحق كل تقدير وتفهم طب ده فاهمها اهو وحنين اهو .. طب ايه ! النتيجة صدمه ورا صدمه ورا صدمه لغاية ما روحها من كتر التجريح تموت ، تبقى اي حاجه وخلاص والي يحصل يحصل 



 يبقى مافيش حب ومفيش حد صادق ومفيش حد محترم وكل الناس اوساخ واستغلاليين وكدابين وتبقى اي حد مجرد حاجة زي مانت عملتها من الأول خالص ايوه انت الي عملت منها مجرد حاجة هتعمل ايه بقى هتتصرف ازاي هتتحول لإيه ؟؟ . لأي حاجة بس مش لإنسان سوي ولا كيان متكامل المشاعر والآحاسيس والتفكير والاتزان . لا لا هي حاجه أي حاجه بقى وخلاص وبلاش قرف ، تتجوز وهي حاجة وكل أملها تتحول من حاجة لكيان لكن للأسف برضو شويه ولأنها رايحة بيتها حاجة بترجع مجرد حاجة ، بيقضي معاها حاجة بيطلب منها حاجة بيؤمرها بحاجة بيوافق على حاجة وبيرفض حاجة وهي حاجة ـ لكن ببفضل جواها الجوع ، بيفضل جواها النهم لأنها تبقى كيان.... هتخون ؟ يمكن .... هتحلم وتتخيل ؟ جايز ، هتعيش في نكد وهم وتعيشه في نكد وهم لأنه زفت فاشل معرفش يقدملها كيان ويحولها من حاجة لإنسان شبعان ومحوجهاش لكلمة في اغنية أو مشهد في فيلم أو جملة غزل حتى لو من واحد حيوان ، حيوان حيوان بقى بس انا بالنسبه له مش حاجه أو حاوهم نفسي بكده ، الجوع وحش متحوجوش نفسكم بايديكم ومتحوجوش ناسكم وتجوعوهم وترجعوا تلوموا عليهم ، متنسوش نفسكم ولاتعيشوا لنفسكم بس عشان النتيجة وحشة .. وحشة أوي !

من يحكم العالم ؟

 العالم ليس كما تتخيله 

سلسلة مقالات عن سؤال هام يشغل الكثيرين ويقابل جدلاً واسعاً ، وبناء على رغية متابعينا الكرام ، نطرح هنا ما توصلنا إليه من باب أداء الأمانة ، والله ولي التوفيق



مقدمة عامة :


هذه سلسلة مقالات يكتبها بشكل مستقل كل من الأستاذ الدكتور خالد صفر ، أستاذ واستشاري جراحة العظام ، بالإضافة لكونه واحد من أشهر باحثي الميثولوجيا والإنثروبولجيا المعروفين في مصر وعدة دول أخرى وإنه يشرفني أن أشارك في هذه السلسلة بما تيسر لي  بعدد من المقالات التي تكتب مستقلة فلا يجب حسابها على الكاتب الرئيسي للسلسلة وإنما هي مجرد مساهمة متواضعة رأيت أنها قد تيسر وصول المعلومة وتجعلها أيسر في الفهم وأكثر وضوحاً ،  إلا أن الأهم وقبل كل شئ فإنني أجد لازماً أن ألفت نظر القارئ لهذه السلسلة أن كثيراً من الصدمات سوف تجابهنا ، ذلك أن المسألة كلها لم تكن وليدة فكرة طارئة ولا مجرد طموح استعماري له أهداف سياسية واقتصادية مفهومة ، الذي حدث ويحدث له أعماق أكبر بكثير من مجرد تلك الشرور الإنسانية التي تبدو منطقية وتافهة بالمقارنة لها ، لذا فإن هدم المعابد كلها مقابل بناء معبد واحد استلزم أن يحاك كل شئ بدقة بالغة تتجاوز دقة العنكبوت الذي خصص له الله سورة كاملة في القرآن الكريم ، فالخيوط التي غٌزِلًتْ أقوي من مجرد التفكير في مقاومتها ، بل على العكس هي خيوط ندفع الغالي والرخيص في سبيل الحفاظ عليها ، إن الأمر يشبة شق طريق رائع وممهد تظهر في نهايته جنة مبهرة ، وسط العديد من الطرق المظلمة الموحشة المخيفة التي تمتلئ بالعثرات والمعوقات وربما الأشباح الخرافية ، إن المعبد الملعون بُني بأحجار كريمة تُسمى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والليبرالية وكل القيم الرائعة التي نمجدها ولكن بحيث يختلط السم بالعسل في خليط متجانس لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر ، إنها شبكة صيد محكمة تماماً تمت حياكتها على مدار سنين طويلة بل وعدة قرون بدقة متناهية ، وهو ما نسعى لشرحة في تلك السلسلة ، مع ترحيب كلينا بتفاعل القراء وأسئلتهم واستفساراتهم جميعاً إذا وجدت .

مصطفى عبد اللطيف

مقدمة
لماذا أعتنق نظريه المؤامره---(تاريخ المؤامره الحديث)

أ.د / خالد صفر


منذ اواخر القرن الثالث عشر تأسست جماعه فرسان المعبد---(لها تاريخ سابق من القرن السادس عشر قبل الميلاد--لكنه كان يعد بأكمله مجرد تجارب مقتبسة من الجماعه الاليسسينيه ومركزها معبد الموزيليوم احد عجائب الدنيا السبع القديمه المعروف الان باسم ايه صوفيا)----
-وبعد الحمله الصليبيه الثانيه دخلوا القدس--
-ولجأوا إلى اطلال بيت المقدس--ثم عادوا بسرعه وتركوا مهمتهم الاساسيه كحراس للحجاج---وحصلوا من البابا علي اغرب تفويض في التاريخ الديني باحقيتهم في التسليف مع نسبه فوائد---------وهكذا فبعد أن كانوا فقراء تمكنوا من فتح عده مكاتب ومراكز في اوربا----الاساس منها هوالقيام باستلام نقود من الحجاج كأمانه----خوفا عليها من المصادره او السرقه ---واعادتها للحجاج في اماكن قريبه من نهايه رحلتهم--او عند عودتهم مقابل نظير مادي يشكل نسبه مئويه----وخلال 100 سنه كانو قد اصبحوا علي قدر رهيب من الثراء لدرجه انهم اقرضوا اموال لكل ملوك اوربا اثناء الحروب-----
وفي عام 1310 قاموا بالضغط علي ملك فرنسا (فيليب الرابع)--الذي كان قد اقترض منهم اموال ضخمه--وحاول التخلص من ردها---فبدأوا بالضغط عليه للتحكم فيه سياسيا--
-وفي محاوله يائسه للتخلص من الابتزاز اتحد فيليب مع البابا الكاثوليكي----
-وتمت مطارده وحرق اغلب فرسان المعبد في اوربا الغربيه--بدعوي الهرطقه--في يوم الجمعه 13 اكتوبر 1317(وهذا هو السبب في اعتبار الجمعه 13 يوم نحس)وذلك لان المجاعه والطاعون قد ضربا اوربا بعدها مباشره-----الا ان اغلب فرسان المعبد انتقلوا الي سويسرا---واسكتلندا---بل واشتروا جزيره كامله لهم--وهي جزيره مالطه------وتحصنوا بهذه المناطق مع حمايه ملوك مثل الملك الشهير في فيلم براف هارت-----روبرت ذا بروس------
ومن ثم بدأوا في السيطره التدريجيه علي اعمال معينه---طبعا اولها بنوك التسليف لعبتهم الاولي التي ازدهرت مره اخري تدريجيا ، وكذلك تجاره الماس  ، والالات الدقيقه مثل الساعات ، وتجاره الزجاج في ايطاليا وبلجيكا ، وكذلك لعبه جديده وهي القرصنه ، وبدأوا في اسلوب حرب العصابات الخاطف ، عن طريق جناحهم العسكري المدرب تدريباً عالياً للغاية ، فاشتركوا في الحروب  كالمرتزقه احيانا ولصالحهم احيانا اخري- ، ثم لاحظوا ان التعامل مع الملوك الكنسين بالتسليف يتسبب في مشاكل عديده خاصه بمركزيه التأثير ، بمعني ان الملك يعرف تماما لمن هو مدين ، وعند الضغط عليه للتحكم في سياساته الداخلية والخارجية ، يهرع الي البابا اللذي كرسه ملكا ، وهكذا تنكشف اللعبة
-فبدأوا في تغيير الانظمه الحاكمه من ملكية الي دستورية حتي تتسع دائره السلطه فيمكن التحكم فيها بالتحكم في اغلبيه افرادها واحدا تلو الاخر-----
وسوف تفاجا عندما تعرف ان فرسان المعبد هم اللذين وقفوا امام الملك جون--في بدايه وجودهم في انجلترا ونتج عن ذلك [ الماجنا كارتا (Magna Carta) أو الميثاق الأعظم -الميثاق العظيم للحريات) هى وثيقة حقوق صدرت فى سنة 1215 لتضمن الحقوق الاساسية ، و هى عهد بين الملك و النبلاء فى إنجلترا و أسست مبادئ الدستور الخاص بحكم الملك ومحدودية نفوذه وسلطته . فالماجنا كارتا تُعد واحده من أهم الوثائق القانونيه فى تاريخ الحريه السياسيه و الليبرالية ]  لكن الان القرن الخامس و السادس والسابع عشر لم يعد هناك بد من ازاحه الحكم الفردي ليسهل التحكم في البلاد من فوق بسهوله عن طريق توزيع الضغط علي اصحاب النفوذ السياسي  وهكذا ، اثار الجناح الفكري لدي ( الماسون ) الثورات اللادينيه المعارضه لسلطه الكنيسه والتي كان بمقتضاها يطيع الشعب ملكه المكرس من الكنيسه لانه مفوض من الرب، وبدأت الثورات في بافاريا---وفرنسا----ثم الي باقي الدول-------وبدأت سلطه الكنيسه تتقلص الا في اسبانيا والبرتغال----وكانتا تملكان القاره الجديده ،  وذلك على الرغم من أن اكتشافها كان عن طريق تمويل بنوك [الماسون وفرسان المعبد] لرحله الاكتشاف 
وتسريب خرائط (الريس بيري )التركيه الباقيه من مكتبه الاسكندريه والتي توضح بصوره جليه مكان القاره الجديده الي كولومبس  وفاسوبيتشي ، حتي ان اشرعه السفن التي قادت الي الاكتشاف كانت مزينه بالصليب المتساوي الاضلاع ، الذي هو نفس شعار[ فرسان المعبد ]----دلاله علي تمويلهم للرحله ، والان اسبانيا والبرتغال مواليان للكنيسه---ماذا يمكن ان يفعلوا؟؟؟ لاشئ --- خط الاتصال ، اهاجوا الانجليز اللذين كانو قد خرجوا من سلطه الكنيسه اصلاَ وبعد عده مناوشات عن طريق الجناح الحربي البحري البريطاني (القراصنه) بقياده فرانسيس دريك  دمروا (الارمادا )الاسطول البحري البرتغالي تماماَ فسقطت الامريكتين في يد الانجليز والفرنسيين ، فيما عدا امريكا الجنوبيه التي كانت اصعب في السيطره نتيجه التضاريس ، وارسل الملك فيليب رجاله وحصلوا علي كندا ، بينما حصل الانجليز علي ما يطلق عليه الان الولايات المتحدة 
إلا ان تكوين دوله ماسونيه قويه وهي تلك الولايات المتحدة الأمريكية لم يأت بسهوله ، فقد وضعت لها خطه دقيقه من قبل احتلال الإنجليز لها علي يد (فرانسيس بيكون) بعنوان (اطلانطيس الجديده) دون فيها كل شئ من نظام الحكم الي المعاهد العلميه ، الي ابتداع رياضات جديده تقطع اي ارتباط بدول العالم القديم وتم ايصال رجال من الماسون الي الحكم بسهوله نسبيه ، وبدأت الولايات المتحده وسويسرا يؤديان دور الواجهه الرسميه للماسون ، حتي ان رئيس الجناح الماسوني الامريكي أرسل خطاب شكر لرئيس الجناح الماسوني الفرنسي لشكره علي التحكم في شكل تمثال الحرية بما يتناسب مع الرموز الماسونيه ، وشكر علي تمويل المشروع !!؟؟ 

وبعد فتره بدأت الجماعه اللعب في مجال الميديا تدريجيا وقد لمست مدي تاثيره ، و قد انطلقت أول تجربة فعلية لقياس تأثيرها عن طريق ما يعرف باول هدايا دعائيه وهي (روزنامه ريتشارد المسكين ) ، وهي عباره عن نتيجة تقويمية مع معلومات عامه خاصة بالزراعه والحصاد والتقنيات---وهي اصلا نتاج عمل مفكري الماسون و (الالوميناتي ) الاوربيين والامريكان لمده قرنين من الزمان واول من جمعهما هو الفنان الالماني (البرخت درواير) ، من خلالها وصل توماس جيفرسون الي سده الحكم في الولايات ، وهي السبب في ان هدايا الدعايه ما زالت حتي الان (نتائج)

وبعد فتره من الاستقرار لاحظت الجماعه تضاؤل سيطرتها بشكل عام علي سياسات الدول ،وبتحليل ذلك تبين انه بالرغم من اكتمال تغلغل الماسون في الحكومات الا ان الاكتفاء الذاتي المادي للحكومات جعل تأثير الجماعه اضعف مما قبل !
الا ان الحل كان سهلا ، فتم زج البلاد في حروب " واحده ضد واحده---اثنتان ---ثلاثه-----والكل يستدين ، والكل يتحمل فوائد" الامر اللذي يجعل الدوله في اطار السيطره ، حتي الولايات المتحده ، عندما ادركت الجماعة ان نظم الانتخاب التي وضعتها قد تاتي احيانا برجال من خارج الجماعه ، قررت احكام قبضتها علي تلك الولايات فزجت بها في الحرب العالميه الاولي والثانيه عن طريق حوادث تاريخيه معروفه ، منها تسريب المخابرات الاستراليه لموقع الاسطول الامريكي واشاعه استعداده للهجوم علي اليابان لليابانييين ، اللذين قاموا بضربه استباقيه في بيرل هاربر زجت بالولايات الي الحرب ، وهكذا وبالتدريج اصبحت كل بلاد العالم تحت سيطرتها سياسياَ وكلما حاولت دوله الافلات تمكنت من اعاده السيطره عليها عن طريق الضغط عليها من خلال الدول الاخري
اوعن طريق زجها في حروب تستنفد مواردها مثل مصر [جمال عبد الناصر]---وعراق [صدام حسين]---كامثله بسيطه فالواقع يفوق الحصر ، والجميل في الموضوع انه مع توسع الجماعه في السيطره ، الا ان السيطره اصبحت مجهوله المصدر من قوتها ، فهي ضغوط من مراكز ضغط قليله لكن مؤثره جدا علي راس من الرؤوس في الدوله ، وهو يقوم بالضغط علي مرؤوسيه ، والان الي اخر جزء من الخطه تم السيطره علي السياسه الخارجيه والداخليه .
وماذا عن الافراد والشعوب ؟؟ ان المقاومه الجماعيه قد تحول دون اتمام السيطره- !! اذن الحل هو صنع المواطن العالمي !
اي انه بدلا من اعتماد خطه الضغط علي الافراد فرداً فرداً والتعامل معه حسب نقاط قوته ونقاط ضعفه الامر اللذي سياخذ وقتا طويلا جدا جدا ، فان فكره تحويل الجميع الي اشخاص شديدو الشبه بعضهم ببعض نفسيا والتحكم في تكوينهم النفسي وبالتالي نقاط قوتهم وضعفهم واحده وموحده ومعروفه ، فان ذلك لو حدث سيسهل التحكم في الجميع بنفس الحركه السياسيه- ، فالفرديه والقوميه والاقليميه تنادي بقوه [الاختلاف ] وهو ما ترفضه الحركه العالميه التي تريد ان تري مواطن التبت ومواطن شمال ايرلند كلاهما منبهر بالدولارات الخضراء وبتوم كروز---ويريدعملا فرديا ينجح راس مالياً بينما يرتدي مع زوجته ملابس السهره التي تجاري أحدث الصيحات استعداداً للاحتفال و ليس في ذهنه سعادة تماثل قدرته على طلب أفخر انواع الأطعمة والمشروبات مع خلفية موسيقية تشنف آذانه مثلا------علي ان يتم تجاوز الامور الفطريه تدريجيا في مرحلة انتقاليه تأخذ وقتها فما من ضرورة ملحة للعجله ، وسيستخدم فيها آليه واحده مع الجميع تنادي بعقيدة لا يمكن لعاقل رفضها ألا وهي المساواة بين البشر جميعاً ونبذ الفروق الفرديه سواء كانت متفق عليها كالتفرقة بين اللون والعرق والجنس ، أو لم تكن تحمل اتفاقاً ولا قبولاً جمعياً كحرية الجنس وحق المثلية ، وراجع نفسك عزيزي هل تفكيرك في مثل هذه الأمور هو نفسه منذ عشر سنوات ؟؟---------------- عندما يكتمل كل هذا ستعد الارض [مسيطراً عليها ] وستبدأ المرحلة الأخطر والأهم فالهدف ليس مجرد السيطرة بالتأكيد ، وهو ما سوف نبينه بوضوح أكثر في المقالات و ( سلسة الفيديو ) القادمة لذا يرجى متابعة قناة " بيت الحواديت " وتفعيل التبيهات حتى يتم إخطاركم بمجرد النشر ( إضغط هنا )
(برجاء مراجعه المعلومات التاريخيه والاحداث للتاكد)

أ. د / خالد صفر



عمر بن أبي ربيعة ( دون جوان العرب في القرن الأول الهجري )

 
عندما ساله الخليفة سليمان بن عبد الملك : «ما يمنعك من مدحنا؟». فأجابه: «أنا لا أمدح إلا النساء». و قد وصف في شعره النساء وطرافتهن في الكلام وحركاتهن وكانت أغلب قصائدة تحكي قصة وتروي حواراً حدث بينه وبين إحدى النساء وغلب عليهاالطابع الموسيقي فتغنى كبار الموسيقيين في ذلك العصر بقصائده . جعل وقد جعل من الغزل فناً مستقلاً. وكان يفد على عبد الملك بن مروان فيكرمه ويقربه. كتب عمر ديوانا كله في غرض مدح النساء باستثناء ابيات قليلة في الفخروكان يباهي بحب النساء له ومعرفتهن به وإعجابهن بجرأته وشقاوته فيقول مثلا وهو يصف حديثاً دار بين ثلاثة فتيات شقيقات
قالت الكبرى أتعرفن الفتى؟ قالت الوسطى نعم هذا عمر قالت الصغرى وقد تيمتها قد عرفناه وهل يخفى القمر وكان مشهوراً بحيه للحب نفسه فلم يقتصر على عشق امرأة بل كان كالنحلة يرتشف رحيقاً من كل زهرة ، وأن كانت بعض النساء قد نان منه اهتماماً أكبر من سواهن وأشهرهن هنداً وسنأتي على ذكرها ، إلا أنه يجب توضيح أن أشهر قصص الحب المتوارثة والتي نعرفها الآن حدثت كلها في القرن الأول الهجري ومنها على سبيل المثال ، قصة جميل وبثينة وقد كانت تقابله قبل زواجها من آخر وبعده فلما افتضح أمرهما وشكى زوجها لأهلها فاستوثقوا أنها ليست علاقة آثمة تركوهما حتى اشتد الأمر عليهم فشكوا للخليفة معاوية بن أبي سفيان بعد أن انتقلوا الى الشام وخرج وراءها جميل ، فواجهها الخليفة فأقرت بحبهما ورغم أنه لاطفها وتضاحك معها فقد حرم على جميل لقاءها وأهدر دمه إن فعل فامتنعت عنه اشفاقاً عليه حتى مات ،بعد أن لجأ لمكان أول لقاء بينهما وانتحب منشداً : 
 وإلا علتني عبرة واستكانة                               وفاض لها جار من الدمع يذرف 
 تعلقتها والنفس مني صحيحة                            فما زال ينمى حب جمل وتضعف 
 إلى اليوم حتى سلّ جسمي وشفني                     وأنكرت من نفسي الذي كانت أعرف 
 وقيل إن بثينة عرفت بالخبر ففجعت وأنشدت شعراً في رثاء الحبيب المكلوم، ويجب الإشارة إلى أن الرواة قد تفاوتوا في توصيف شخصية جميل، فثمة من رآه عفيفاً ومن قال إنه كان ماجناً، وفي نهاية الأمر فإن القصة أخذت طابعاً أسطورياً وجمالياً أكثر من عمقها الحقيقي، مثلها مثل كل قصص الحب عند العرب. ومنها قصة " كثير وعزة " وكثير هذا تربى يتيماً في مرابع الإبل ولكنه عشق عزة عشق المتيم ويذكر أنه أولع بها عندما أرشدته مرة إلى موضع ماء لسقاية الإبل في إحدى رحلاته بالمراعي وقد كانت صغيرة السن وقد تزوجت بثينة وغادرت من المدينة المنورة إلى مصر مع زوجها، ولحق بها جميل هناك. لكنه عاد إلى المدينة وتوفي بها. ومن قوله: 
 وذكر أن عبد الملك بن مروان سمع بقصصه، فلما دخل عليه ذات يوم وقد كان كثير قصير القامة نحيل الجسم كما قيل إنه كان أعور كذلك. قال عبدالملك: أأنت كثير عزة؟ وأردف: أن تسمع بالمعيدى خير من أن تراه! فأنشده قولا القصيدة الشهيرة التي مطلعها:
 ويعجـبـك الطـريـر إذا تـــراهُ       ويخلفُ ظنكَ الرجـلُ الطريـرُ 
 بغـاث الطيـر أكثرهـا فراخـاً      وأم الصقر مقلات نزور
 فقال عبد الملك: لله دره، ما أفصح لسانه، وأطول عنانه! والله إني لأظنه كما وصف نفسه. وقيل إنه عند وفاته شُيّع بواسطة النساء أكثر من الرجال وكن يبكينه ويذكرن عزة في ندبهن. ويعرف الجميع مجنون ليلى وهو قيس بن الملوح الذي عشق ليلى بنت مهدي بن ربيعة بن عامر “ليلى العامرية” وعاشا في البادية بنجد في العصر الأموي، وككل القصص السابقة لابد من رعي الأبل وحيث يبدأ الحب في المرابع، وهي ابنة عمه كانت لهما طفولة مشتركة وقد أحبها في سن صغيرة وكالعادة لم يتزوجها فكانت أشعاره مضرب الأمثال في العشق الى حد الجنون حتى أنه هجر الدنيا وعاش بين الوحوش التي ألفته حتى مات وقيل إنه وجد ميتاً بين الأحجار في الصحراء وحمل إلى أهله فكانت نهاية مأساوية للعاشق المجنون، ووجدته ميتاً امرأة كانت تحضر له الطعام. وقد خط قبل موته بيتين من الشعر تركهما وراءه هما: 
 فياليت هذا الحِبَّ يعشقُ مرةً                          فيعلمَ ما يلقى المُحِبُّ من الهجرِ 
كذلك وردتنا قصص قيس ولبنى و توبة وليلى الأخيلية التي قابلها في إحدى ( المعارك والغزوات ) فعشقها وعشقته وذاعت قصة حبهما لأن ليلى كانت شاعرة تقارب الخنساء في بلاغتها فأنشدت فيه كما أنشد فيها وبالطبع لم يتزوجا فصار الحب مشتعلا بينهم وقد تزوجت من آخر حتى قيل أنه قتل واختلفوا هل في جهاد أو غزوة اغتصاب ونهب فأنشدت فيه 
 وما أحدٌ حيا وإن كان سالما                  بأخلد ممن غيّبته المقابرُ 
 ومن كان مِما يُحدثُ الدهر جازعا         فلابد يوما أن يُرى وهو صابر  
وليس لذي عيش من الموت مذهبٌ        وليس على الأيام والدهر غابِرُ 
 ولا الحيُ مما يُحدث الدهر معتبٌ       ولا الميت إن لم يصبر الحيُ ناشرُ 
 وكل شبابٍ أو جديد إلى بِلى               وكل امرئ يوما إلى الله صائرُ 
 فأقسمتُ لا أنفكُ أبكيك ما دعت            على فننٍ ورقاءُ أو طار طائرُ 
 ويروى أنها ماتت بجوار قبره عندما كانت تزوره بشكل متكرر، وذات مرة سقطت من على الهودج بجوار القبر فأخذتها المنية. وغير ذلك الكثير والكثير جداً من قصص الحب والغرام والعشق في صدر الإسلام وقرنه الأول ولكن لنعود الى الشقي الماجن عمر بن ربيعة وكان وسيماً ملفتاً حسن الوجه والقوام فكانت النساء يحببنه ويقعن في غرامه وإن لم تكن قصصه تحمل لهيب الأشواق وحرها والبكائيات المعروفة عن الفراق والهجر وما شابه ولكنه كان يحكي فيها أخبار غزواته النسائية التي لا تنتهي وخاصة في موسم الحج حيث صرح أنه يتمنى لو أن كل أيام العام حجاً قائلاً


 وله في ذلك قصيدة شهيرة غناها المطرب السعودي طلال المداح يقول فيها :
عند الطـواف رأيتهـا متلثمـة                 للركن والحجـر المعظـم تلثمـا 
أقسمت بالبيت العتيـق لتخبـري              ما الاسم قالت من سلالـة آدمـا 
الاسم سلمـى والمنـازل مكـة                 والدار ما بين الحجـون وغيلمـا
 قلت عديني موعـداً أحظـي بـهي          أقضي به ما قد قضاه المحرمـا 
فتبسمت خجلاً وقالت يـا فتـى               أفسدت حجك يا مُحـل المُحرمّـا 
فتحرك الركن اليمانـي خشيـةً              وبكا الحطيم وجاوبتـه زمزمـا 
لـو أن بيـت الله كلّـم عاشقـاً                 من قبـل هـذا كـاد أن يتكلمـا 
كان له عالمه، عالم خيال سحري قلّ مثيله في المرأة وللمرأة. يبحر بعيداً قريباً، ناسجاً أردية شعرية حريرية معطّرة، تغلّف حدثاً اعتمده من أمر غاية في البساطة فتكفي نظرة منها، استدارة. وقد يكون هناك لقاء وكلام وسويعات وساعات نقرأ الحوار وما دار بينهما، رواية بكاملها نطرب نُدهش لجمالها صدقها وبساطتها. وتمر الأسماء: سلمى، هند، سعدى، الثريّا، أسماء، الرباب، حُميدة، لبابة، زينب الجمحية، عائشة بنت طلحة.... يبحث عن الحُسن، فيخرج أيام الحج بأبهى حلّة على ناقة كُسيت بأحلى الأنسجة ، وخُضبت بالحناء، يقف في الطريق التي تقدم منه العراقيات، وآخر للشاميّات وآخر للنساء القادمات من المدينة . رأى سُبيعة العراقية في إحدى هذه المرات فتغزل بها ثم أخبر :ومن حبها زرت أهل العراق... وفي إحدى هذه المرات يتزوّج عراقية كان أبوها قد هاجر بها وهي طفلة من مكة، الى البصرة واستقرّ. وقيل فيها:" لم يولد مثلها بالحجاز حسنا"، كانت " من اجمل نساء زمانها" ، وإن كان زواجه هذا قد حصل بإلحاح منه وبإصرار ربما نتيجة صدّها المستمر له ، فإنّ زواجه بكلْـثَم المخزوميّة وبالرغم من كونه يهواها، تم بقرار منها لا يقبل نقاشاً، مع ذلك – إلا أنه على ما يبدو – فإن زيجاته هذه كانت عرضاً ورغبة وقتية، ذلك ان الذي وُصف بأنه "من أعطر الناس وأحسنهم هيئة"، وبالذات ذُكر اهتمامه بترجيل شعره، هذا الرجل كان حبّه لذاته وإعجابه بها يستغرقه، يمنعه من الزواج، يقول على لسان أخوات ثلاث كنّ يتداولن أخباره ووصفه ثم رأينه يعدو على فرسه : 
 قالت الصُغرى وقد تيّمتُها            قد عرفناه وهل يخفى القمر 
 إنه مغرم بالصغرى منهن، وهو يتغزّل بنفسه على لسانها . إنه يعشق الجمال في النساء، وكل امرأة منهن تتلبّسه لبوساً كاملاً، فهي حالة عشق حقيقية له، مع ذلك فهو لا يثبت عليها، يقول على لسان إحداهن : 
والكلام في وصفه صحيح فهو ملول متقلِّب لا يثبت على واحدة. وإن كان لكل أمر استثناء، فغرام عمر بن أبي ربيعة بالثريا هو الإستثناء، وهو لا يصبر على هجرها له، يتشكى من بعد هذه التي يحبّها :" عدد القطر والحصى والتراب"، هل هناك نهاية لعدد ما استشهد به؟؟ ولع النساء به وقد كان ولعه بالنساء يقابله ولع مماثل للنساء به، فكنّ يتسقطن أخباره ويحفظن شعره، هذا بالعموم، أمّا من كان له علاقة عشق بها وغزل لها فقد كانت تغار عليه، ترغب ان يكون لها وحدها لا غير، وكن يعبّرن عن غيرتهن بأفعال عنيفة أحياناً، فها هي الثريا تنتظره وقد واعدها فيأتي مع صاحب له قريب منه، لم يعجبها هذا السلوك وتضربه بظاهر كفها على وجهه ضربة كان من عنفها أنها جعلت اسنانه الأمامية تضطرب وتتحرّك، فسافر الى البصرة لمعالجة اسنانه فعُولجت وجرى تثبيتها *. وعبّرت أخرى بغير هذا، والشاعر يحكي ما حصل: كان مع جارية (المرأة الشابة) يحادثها، فجاءت أخرى تحمل رسالة له من جارية، وجعلت تحدّثه بها بصوت هامس خفي حتى لا تسمع المرأة الحاضرة فغارت هذه وفي الحال عضّته من منكبه عضّة بلغ من قوتها ان أثرها ظلّ على مرّ السنين، يقول هذا المغرم :"... فما وجدت ألم عضّها من لذّة ما كانت تلك تنفُث في أذني.." وقد كان رائداً فيما سمي بالشعر الإباحي فله قصائد متعددة في هذا المجال يصف فيها جسد المرأة وملامحها وكيف عانقها أو قبلها فقبلته وبادلته غراماً بغرام فيقول :


قصيدة ليتَ هِنداً أنجزتنا ما تَعِد 
واستَبدَّتْ مرةً واحدةً               إنَّما العَاجزُ مَن لا يَستبِدْ
طَفلَةٌ بارِدَةُ القَيظِ إِذا             مَعمَعانُ الصَيفِ أَضحى يَتَّقِدْ 
 سُخنَةُ المَشتى لِحافٌ لِلفَتى      تَحتَ لَيلٍ حينَ يَغشاهُ الصَّرَدْ 
 حَدَّثوني أَنَّها لي نَفَثَت           عُقَداً       يا حَبَّذا تِلكَ العُقَدْ 
 كُلَّما قُلتُ مَتى ميعادُنا          ضَحِكَت هِندٌ وَقالَت بَعدَ غَدْ 
 الشرح: هند بلغها من صاحباتها أنَّ عمر يصف مفاتنها، فسألتهم إن كان قد وصفها كما يرينها عاريةً "أكَما يَنعَتُني تُبصِرنَني" أما الـ معمان: هو شدة الحر، والصَّرد: هو البرد. وهند بجسدها لا يخاف الفتى معه حر صيف، أو برد شتاء، أما في قوله (لي نَفَثَت عُقَداً) أي أنَّها أعدت له من ضروب السحر، فالنفث في العقد، هو السحر، والشعوذة. 
 قصيدة هروبٌ بعد الوصال
 وفي إحدى قصائده، يروي ابن أبي ربيعة نزوله على إحدى عشيقاته ليلاً، فلما قضى منها حاجته، كان الصبح قد اقترب، والناس بدأوا بالاستيقاظ، فحارت هي بأمرها، كيف يخرج من عندها؟. فتستشير أختيها، اللاتي يعطينه ثيابهنَّ، ويطلبنَّ منه عدم العودة مرة أخرى إلى ديارهنَّ، فيهرب وفي باله ذكرى تلك الليلة، وتُدرَّسُ هذه القصيدة، لتَتَبُع التطور الدرامي في الشِعر العربي القديم، إضافة إلى الحوار، والسرد: 
 فَلَمّا رَأَت مَن قَد تَنَبَّهَ مِنهُمُ             وَأَيقاظَهُم قالَت: أَشِر كَيفَ تَأمُرُ
فقلت أُباديهِم فَإِمَّا أَفوتُهُم         وَإِمّا يَنالُ السَيفُ ثَأراً فَيَثأَرُ 
 فَقالَت: أَتَحقيقاً لِما قالَ كاشِحٌ       عَلَينا وَتَصديقاً لِما كانَ يُؤثَرُ 
(كاشح: فتى كان يشك في علاقة عمرٍ، بهند، فدارت قصتهم على لسانه) 
 فَإِن كانَ ما لا بُدَّ مِنهُ فَغَيرُهُ        مِنَ الأَمرِ أَدنى لِلخَفاءِ وَأَستَرُ 
 أَقُصُّ عَلى أُختَيَّ بِدءَ حَديثِنا      وَما لِيَ مِن أَن تَعلَما مُتَأَخَّرُ 
 لَعَلَّهُما أَن تَطلُبا لَكَ مَخرَجاً وَأَن تَرحُبا صَدراً بِما كُنتُ أَحصُرُ 
 فَقامَت كَئيباً لَيسَ في وَجهِها      دَمٌ مِنَ الحُزنِ تُذري عَبرَةً تَتَحَدَّرُ 
 فَقامَت إِلَيها حُرَّتانِ عَلَيهِما        كِساءانِ مِن خَزٍّ، دِمَقسٌ وَأَخضَرُ 
 فَقالَت لِأُختَيّها: أَعينا عَلى فَتىً          أَتى زائِراً وَالأَمرُ لِلأَمرِ يُقدَرُ
 فَأَقبَلَتا فَاِرتاعَتا ثُمَّ قالَتا: أَقِلّي        عَلَيكِ اللَومَ فَالخَطبُ أَيسَرُ 
 فَقالَت لَها الصُغرى: سَأُعطيهِ مِطرَفي        وَدَرعي وَهَذا البُردُ إِن كانَ يَحذَرُ 
 يَقومُ فَيَمشي بَينَنا مُتَنَكِّراً          فَلا سِرُّنا يَفشو وَلا هُوَ يَظهَرُ 
 فَكانَ مِجَنّي دونَ مَن كُنتُ أَتَّقي        ثَلاثُ شُخوصٍ كاعِبانِ وَمُعصِرُ
(الكاعب: الحسناء، المعصر: الفتاة الشابة)  
فَلَمَّا أَجَزنا ساحَةَ الحَيِّ قُلنَ لي:        أَلَم تَتَّقِ الأَعداءَ وَاللَيلُ مُقمِرُ 
 وَقُلنَ: أَهَذا دَأبُكَ الدَّهرَ سادِرا     أَما تَستَحي أَو تَرعَوي أَو تُفَكِّرُ 
(سادر: تائه أو غير مبالٍ)
 إِذا جِئتِ فَاِمنَح طَرفَ عَينَيكَ غَيرَنا         لِكَي يَحسِبوا أَنَّ الهَوى حَيثُ تَنظُرُ 
 فَآخِرُ عَهدٍ لي بِها حينَ أَعرَضَت       وَلاحَ لَها خَدٌّ نَقِيٌّ وَمَحجَرُ 
(المحجر: ما يحيط بالعين) 
 سِوى أَنَّني قَد قُلتُ يا نُعمُ قَولَةً           لَها وَالعِتاقُ الأَرحَبيّاتُ تُزجَرُ 
 هَنيئاً لِأَهلِ العامِرِيَّةِ نَشرُها        اللذيذُ وَرَيَّاها الَّذي أَتَذَكَّرُ
كما أنَّه مرَّ على الغزل العذري في بعض أبياته، وإنْ تابعت القصيدة في فجورها، لكن أبياتاً حملت المعاني العذرية، العفيفة: أَلاَ حَبّذَا، حَبّذَا، حَبّذَا حَبِيْبٌ تَحَمَّـلْتُ مِنهُ الأَذَى وَيَا حَبّذَا مَنْ سَقَانِي الجَوَى ونَبْضاً مِنَ الحُزْنِ مِنْهُ اغْتَذَى غَـذَاهُ بِدَمْعٍ وقَلْبٍ بَكَى عَلَى غُصْنِ رُوحٍ تَبُثُ الشَذى تَرَاءَى لِعَيْنِي سَنَا عَيْنِهِ وَهَلَّتْ عُيُـونِي: أَلاَ حَـبّذَا تَمَلَّكَ مِنِّيْ سَلِيلُ الوِدَادِ وقَلْبـيْ تَبَنّاهُ واسْـتَحْوَذَا ومن شعره المُغنى: نظرتْ عيني إليها نظرةً – تركتْ قلبي لديها مُرتهن ليس حبُّ فوق ما أحببتُها – غيرَ أن أقتلَ نفسي أو أُجن ومن المغنّى . يصف حبيبته حين رؤيتها: 
 فقلتُ أشمسٌ أم مصابيحُ بِيعةٍ      بدت لك خلفَ السَّجْفِ أم أنت حالم
 -------------------- -----------
بِيعة: مكان الرهبان النصارى 

 وما ذكرتك النفس يا بثين مرة                           من الدهر إلا كادت النفس تتلف 
 رأيت جمالها تعلو الثنايا           كأنّ ذرى هوادجها البروج 
 ترى الرجل النحيف فتزدريه        وفـي أثـوابـه أســد هـصـورُ 
 تَوَسَّدَ أحجارَ المهامِهِ والقفرِ                           وماتَ جريح القلبِ مندملَ الصدرِ 
 لعَمرك ما بالموت عارٌ على الفتى         إذا لم تصبه في الحياة المعابرُ 
ليتَ ذا الدَّهر كانَ حتمًا علينا            كلّ يَومَين حجّة واعتمارَا
قف بالطواف ترى الغزال المحرما         حج الحجيج وعاد يقصد زمزما 
 قالت الكبرى أتعرفن الفتى ؟         قالت الوسطى نعم هذا عمر 
قد وجدناك إذْ خُبِرتَ ملولاً      طَرِفاً لم تكن كما كنتَ قُلتا
لَيتَ هِنداً أنجَزتنا ما تَعدْ            وشَفَتْ أنفُسَنا مِمَّا تَجِدْ  
زَعَموها سَأَلَت جاراتِها          وَتَعَرَّت ذاتَ يَومٍ تَبتَرِدْ 
 أكَما يَنعَتُني تُبصِرنَني          عَمرَكُنَّ اللهَ، أَم لا يَقتَصِدْ؟  
 فَما راعَني إِلّا مُنادٍ: (تَرَحَّلوا)      وَقَد لاحَ مَفتُوقٌ مِنَ الصُبحِ أَشقَرُ 
السَّجف :الستر

 --------------------------------- 

والحديث عن عمر بن ربيعة لا ينتهى ولو كتبت في سيرته كتب ومجلدات وقد خصص له العقاد كتاباً من أهم كتبة ، كما أن العديد من الشعراء قد اتبعوا نهجه فكان منهم الأحوص و وليد بن يزيد وغيرهم في طابور طويل وصل إلى نزار قباني وإن كان أغلبهم قد عانى من انتقادات بسبب نهجهم هذا من بعض النقادر المحافظين أو الفقهاء المتشددين إلا أن عمر بن ربيعة قد وجد مدحاً من فقهاء كبار وأشادوا به وبفنه وقالوا أنه تاب عندما شارف على السبعين وأن الله أحسن خاتمته

المرأة و الجنس بين الحاضر والماضي في الدول الإسلامية

 

"الجنس مثل الخيارة"، بهذه المقولة بدأت المعلمة الفلسطينية صفاء طميش حديثها والتي قد توحي بأنها تقصد المثل الشعبي المشابه في مصر حول الخيار كإشارة مجازية للحياة: يوم في يدك، واليوم التالي في (مؤخرتك)، لكن في الواقع كانت تدور في رأسها أفكار أكثر عمقا إذ قالت: "لما باقشر الخيارة. أنا مابقشرش كل القشرة. باعملها هيك زي الأقلام. اكتشفت أن أمي كانت هيك تعمل وأنا باللاوعي باعمل اللي أمي عملته".، وتابعت قائلة "كتير أشياء في الجنسانية هيك. بنعملها دون ما نفكر فيها. نحمل الكثير من الرواسب وبيكون من الصعب أن نغير إلا لما نلاقي فرصة نناقش ليش أنا هيك بعمل" من السهل أن ننظر إلى المشهد الجنسي في المنطقة العربية ولانرى سوى الجانب البائس منه فقط، بدءا مما يعرف بجرائم الشرف مرورا بالقمع وطريقة التعامل مع التطرق للعلاقة الجنسية خاصة بين النساء أو بتصريح منهن، وفرض الرقابة على المحتوى الإباحي وهو تعبير مطاط سهل اطلاقه على أي فعل فيه قدر من الإثارة أو الاغراء أو حتى الحديث الصريح المباشر في هذا الأمر ، واستغلال تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية الجنسي للنساء، حتى اضطهاد ناشطي المجتمعات المدنية. لكن في لب هذه المشكلة عالم مختلف تماما وفجوة كبيرة بين المظهر والواقع ، إذ لا يعني ذلك أن الناس في المنطقة لا يمارسون الجنس خارج إطار الزواج أو أنهم لا يمارسون العادة السرية وهم يشاهدون أفلاما إباحية، أو أن الرجال والنساء لا يقعون في الحب أو أن العمل الجنسي ليس جزءا من الحياة في تلك المجتمعات - بالطبع يحدث ذلك مثل أي مكان آخر في العالم.. لكن المختلف هو أن هناك إحجاما وتقييداً في جميع الأوساط، ما عدا الأكثر تحررا منها، عن الاعتراف أو القبول العلني لأي حديث مباشر في الجنس خاصة إذا تعلق برغبات المرأة واحتياجاتها الطبيعية وخياراتها لحياة جنسية مشبعة ومرضية – ويتم ذلك من خلال قوانين تقييدية وممارسات قمعية في تلك المجتمعات بدعم من تفسيرات انتقائية للدين لكن تحت هذه القشرة من الامتثال، هناك أشياء تعتمل تحت السطح، فقد شهد العقد الماضي ارتفاعا طفيفا ولكنه ثابت في محاولات تحدي الوضع الجنسي الراهن: باحثون يتجرأون على دراسة الحياة الجنسية؛ ومحامون يكافحون من أجل تشريعات أكثر عدالة؛ وأطباء يحاولون تخفيف الآثار الجسدية والنفسية للعنف؛ ونشطاء في الشارع يحاولون جعل الجنس آمنًا؛ ورجال دين يتمتعون بالشجاعة الكافية ليعظوا بالتسامح؛ بالإضافة إلى كتاب ومخرجين يختبرون حدود التعبير الجنسي. وفي المقابل تجد الكثير من المقاومة الرامية في الحقيقة لتحويل المرأة إلى مجرد آلة جنسية لا يجوز لها المطالبة بحقوق ولا رغبات تريد اشباعها ، وحتى النساء أنفسهن تجد قطاعاً كبيراً منهن يشترك في هذه المقاومة بادعاء أن هذا الفعل يسقط الحياء المطلوب عند المرأة ويتنافى مع أنوثتها ، بينما هو قناع أخلاقي وديني يصر على أن تظل للرجل كافة الحقوق في آلة الجنس المملوكة لهم دون أن يكون لها حق إلا التعبير عن رضاها وقناعتها ، وأن يكون هذا هو الشرط الرئيسي لعلاقة مرضية للزوج ، مما دفع الكثيرات إلى اللجوء لإيهام الزوج أنه كاف وأنه مشبع تماماً ، بينما في المقابل زادت الخيانة أو اللجوء للعادة السرية أو السحاق أحياناً بين النساء ، مع اصرار المجتمع على أن يدفن رأسه في الرمل كالنعام بديلاً عن تثقيف أبناءه وعلاج مواطن الضعف فيهم وتشجيعهم على اقامة علاقات دافئة مشبعة . وبينما الأمر كذلك في القرن الواحد والعشرين فإنه قد يكون مذهلاً أن الشريعة الاسلامية ونظم الحكم في الدولة الاسلامية قد منحت للمرأة حقوقاً ارتدت عنها كافة المجتمعات الإسلامية بعد ذلك ارتدادا مهولاً !! فقد كانت من المبادئ الأولية أن للمرأة الحق الكامل فيما يلي : من حقوق المرأة الجنسية أن تتقدّم لخطبة من تحبّ أو من تراه كفئا لها؛ وقد ترجم البخاري في صحيحه: ( باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح)..قال الحافظ في شرحه: “جواز عرض المرأة نفسها على الرجل وتعريفه رغبتها فيه، وأن لا غضاضة عليها في ذلك.
قال العلامّة عبد العزيز بن الصديق: “إقدام المرأة على طلب الزواج ممن ترى فيه الصلاح، ليس بالمنكر في شريعتنا ولا محرّم في ديننا، والإنسان يجب عليه أن يهرب من الوقوع في المحرّم في الشريعة، ويفر من المنكر في الدين، أما ما تمنعه العادات والأعراف المنتشرة بين الناس، فذلك ممّا لا يعتبر في ديننا، ولا يلتفت إليه في تحليل أو تحريم..”. ـ ومن حقوقها الجنسية ألا تكره على الزواج بمن لا رغبة لها فيه؛ قال البخاري في صحيحه : باب إذا زوّج الرجل ابنته وهي كارهة فنكاحه مردود، وذكر فيه حديث خنساء بنت خدام الأنصارية أن أباها زوّجها وهي كارهة ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فردّ نكاحه. ـ من حقوق المرأة الجنسية: الحق في الوطء، قال الفقهاء لها أن تطلب الطلاق إذا كان الزوج عاجزا عن إشباع رغبتها وقضاء وطرها في الشهوة لعيب من العيوب، لقوله تعالى : ( ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف). قال العلامة ابن الصديق : “لأن الزواج شرع لإحصان الزوجين معا، فالحكم في ذلك دائر مع العلة المانعة من الاستمتاع الكافي، وربما كانت المرأة أشد حساسية بذلك..”. وقد ضيّع العديد من الرجال هذا الحق باتخاذ الخليلات، فلا يأتي الدور على الزوجة إلا مرّة أو مرّتين في الشهر، وربما لا يقربها إلا في المناسبات. ـ ومن حقوقها الجنسية : عدم العزل عنها أثناء الجماع إلا بإذنها. قال جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة وغيرها : ” لا يجوز للزوج أن يعزل عن زوجته إلا بإذنها، طلبا لتمام حصول اللذة عندها”. والعزل هو الإنزال خارج الفرج، ويسمى في الطب الجماع المقطوع، وهو عبارة عن سحب القضيب من المهبل قبل إنزال المني، حتى لا يتكوّن منه الولد؛ وما زال العديد من الأزواج يستعملون هذه الطريقة البدائية لتنظيم النسل، وهي مضرّة بالطرفين، خصوصا المرأة. وإنما حرّم الفقهاء العزل على الزوجة بدون إذنها، لأنه يصيبها جرّاء ذلك ضرر عظيم وغمّ وضيق. ـ ومن حقوقها الجنسية: المبالغة في مداعبتها تهيئا لها لقضاء وطرها. قال أبو عبد الله أصبغ، وهو من أئمّة المالكية (ت. 255 هـ) : “يجوز للزوج أن يلحس فرج زوجته، لأن رطوبة فرج المرأة غير نجسة”. قال حافظ المغرب العلامّة ابن الصديق : ” جاءت الشريعة في التأكيد على الملاعبة قبل المواقعة، وجعلت ذلك من خير لهو الرجل، ففي الحديث الصحيح: ( كل شيء يلهو به الرجل باطل إلا تأديبه فرسه، ورميه عن قوسه، وملاعبته أهله). ونهى صلى الله عليه وسلم عن المواقعة قبل الملاعبة فقال : (لا يقع أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول؛ قيل : وما الرسول؟ قال القبلة والكلام).. وقال صلى الله عليه وسلم : (من العجز أن يقارب الرجل زوجته فيصيبها قبل أن يحدثها ويؤانسها، ويضاجعها فيقضي حاجته منها قبل أن تقضي حاجتها).. وقال ابن الحاج في المدخل : وينبغي له إذا قضى وطره أن ألا يعجّل بالقيام لأن ذلك يشوّش عليها، بل يبقى هنيهة حتى يعلم أنها قد انقضت حاجتها..”. هذا وكثير من الرجال يكرهون التطرق لمثل هذه المواضيع لأنهم يهضمون حق المرأة في الجماع، فيقضون حاجتهم دون الالتفات إلى شريكة حياتهم، وهذا لعمري قبيح، فأي فائدة للزوجة أن تقوم عنها بعد أن أفرغت فيها شحنتك، ولم تجد هي لذة في ذلك، وإنما تتحمّل توابعها من الاغتسال في البرد والحرّ؛ ثمّ بعد ذلك يشتكي بعضهم أن زوجته تمتنع عن فراشه. وقد وردت الكثير من الوقائع عن عمر بن الخطاب وهو المشهور بتشدده في الحق ، فألمحت أو صرحت له نساء من المسلمات عن حرمانهن بسبب التقوى والمبالغة في العبادات أو بسبب الجهاد فنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عُمَرَ ، فَقَالَتْ : زَوْجِي خَيْرُ النَّاسِ يَقُومُ اللَّيْلَ ، وَيَصُومُ النَّهَارَ ، فَقَالَ عُمَرُ : لَقَدْ أَحْسَنْتِ الثَّنَاءَ عَلَى زَوْجِكَ . فَقَالَ كَعْبُ بْنُ سُورٍ لَقَدِ اشْتَكَتْ فَأَعَرَضَتِ الشَّكِيَّةَ . فَقَالَ عُمَرُ : اخْرُجْ مِمَّا قُلْتَ . قَالَ : أَرَى أَنْ تُنْزِلَهُ بِمَنْزِلَةِ رَجُلٍ لَهُ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ لَهُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ ، وَلَهَا يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ وعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال الزُّهْرِيِّ : أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ : دَخَلَتْ خَوْلَةُ ابْنَةُ حَكِيمٍ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ بَاذَّةُ الْهَيْئَةِ فَسَأَلَتْهَا ، مَا شَأْنُكِ ، فَقَالَتْ : زَوْجِي يَقُومُ اللَّيْلَ ، وَيَصُومُ النَّهَارَ ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ ، فَلَقِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ فَقَالَ : يَا عُثْمَانُ ، إِنَّ الرَّهْبَانِيَّةَ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْنَا ، أَفَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ ، فَوَاللَّهِ إِنِّي أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ ، وَأَحْفَظُكُمْ لِحُدُودِهِ وقد حفز المشايخ والأئمة على اطلاق حرية المرأة في التعبير عن رغبتها أثناء العلاقة الجنسية وأن تفحش في القول ، يروي الإمام السيوطي قصة في كتابه شقائق الإترج أن قاضياً تزوج امرأة من أهل المدينة فكان إذا جامعها صاحت واهرجت وفحشت فمن ذلك أنها تقول له : شقه شقه ( أي يشق فرجها) ويلك حر ( فرج ) أمك هو ؟ شقه ( أي لا ترفق به ) ، صدغ أختك هو أم صدغي (تشير الى رغبتها في أن يضربها وهو يجامعها ) فشق ذلك على القاضي فأمرها بأن تمتنع عنه فامتنعت ولم تمض ليال قليلة حتى مل من الجماع الصامت هذا وطلب منها أن تعود لما كانت عليه . كما لم يجدوا مانعاً أن تطالب المرأة بحقها في امتاعها فيروي الشيخ أن أعرابيا شيخاً قعد بين ساقي جارية فلم ينتشر (لم ينتصب ) فوبخته حتى استمهلها قائلاً أنت تفتحين بيتاً وأنا آسي ميتاً
ـ ثم أنشد يالهف نفسي على نعظ فجعت به إذا التقى الركب للمحلوق بالركب
أي وا أسفاه على قضيب كان شديداً انتصابه ففجعت به حين التقت ركبتينا واقتربت من ( المحلوق ) وهو فرجها ، وقد عرف العرب مثلا سار بينهم يقال فيه : انعمي ام خالد رب ساع لقاعد وحكايته أن رجلا أتى جاريته وبينما هي تستعد لتعتليه أتت زوجته وكان اسمها ام خالد فأزاحتها وقالت أنا أولى به وقعدت عليه ، فخرجت الجارية تندب حظها بهذا البيت الذي صار مثلا على حصول النعمة للقاعد وحرمان الساعي منها ولا عجب بعد ذلك أن تسأل النساء في أي صفات الذكر تفضل وأن ينشر ذلك ويذاع وللحديث بقية

الثقافة الجنسية وعلماء المسلمين

 

لم تكن الكتب التي تتحدث عن الجنس أو فنون الجماع تعد من الأدب الرخيص المنبوذ اجتماعياً والمرفوض أخلاقياً بل كانت منتشرة مشتهرة لدى من سبق ، وتحدث العلماء والفقهاء في مسائل الجنس وفنونه ، والكل كان يمارس الجنس زواجاً أو بملك اليمين (الإماء) ، وكثرت الأسئلة حوله ، فدون بعضهم كتباً تصول وتجول في هذا الفن ، وتمحو الجهل وتنشر الثقافة الجنسية ، فكانت تتحدث عن أحوال الرجال والنساء حال الممارسة الجنسية ، أو تصف لهم الأدوية المتعلقة بالقوة الجنسية ، أو تصف أخلاق الرجال المحببة لدى النساء ، أو العكس ، أو تتحدث عن أنواع وطرق الممارسة . 


وقد تصدى بعض العلماء بعدهم لمثل هذه الكتب ، إما للغتها الفاضحة ، ، أو لألفاظها التي قد تخدش الحياء وهو ما دفع الشيخ خالد الجندي مثلاُ لإنكارها على عالم كبير من أعلام الفقه الإسلامي هو الشيخ " جلال الدين السيوطي " إذ لم يتصور أو لنقل لم يشأ أن يعترف أن شيخاً وإماماً يمقامه يتحدث بتلك اللغة الفاحشة فيذكر الأشياء بمسمياتها المعروفة عند العوام ومنها الاسم المتداول للقاء الجنسي ولعضوي الذكورة والأنوثة وقد أنكر نسبة المخطوطات المعروضة في متاحف الغرب للشيخ الجليل دون سند أو دليل سوى رفضه الشخصي للفكرة ، وقد حاول الشيخ أحمد كريمة مجاراته في ذلك ، إلا أنه لم يقطع بإنكار نسبة الكتب للفقيه الكبير ، إذ ألمح أنه كاتب موسوعي ولا ضرر من أن يتطرق لمثل هذه الموضوعات من بين ما تطرق له ، بينما أكد الدكتور أيمن فؤاد، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، قائلاً: «هي كتب مشهورة جدًا، هو راجل موسوعي وكاتب حوالي ما يقرب من 1000 كتاب، فيها طبعًا الكتب دي ».

كشف «أيمن» أن عدد المؤلفات التي كتبها «السيوطي» في الجنس تتجاوز الـ 4، إضافةً إلى وجود مخطوطات تتناول نفس القضية ومنسوبة إليه في لندن وبرلين، بينما الدكتورة زبيدة عطا، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة حلوان، لم تستطع تأكيد أو نفي كتابة الإمام «السيوطي» لتلك المؤلفات الجنسية، لكنها أقرت بوجودها في إحدى المكتبات حسب شهادتها. أكدت «زبيدة» على ضرورة امتلاك المؤيد أو المعارض لدليل مقنع، مكررةً عدم قدرتها على إصدار حكم من واقع دراستها، في نفس الوقت أشارت إلى وجود بعض المخطوطات التي تُنسب في فترة إلى مؤلف، وبعد زمن يُكتشف أن مدونها شخص آخر. في نهاية حديثها وجهت «زبيدة» إلى ضرورة وجود لجنة للتحقيق في مثل هذه النصوص، والتأكد ما إذا كان «السيوطي» كتب مثل هذه المؤلفات من عدمه، من خلال دراسة يعدّها المحققون، ليصلوا من خلالها إلى نتائج مؤكدة ( الأمر الذي لم يحدث زلا نتوقع حدوثة مخافة أن ينتهي البحث إلى صحة نسب هذه الكتب للإمام "، ونظراً لتأثر العوام ، بل وكثير من المتخصصين والأكاديمين بثقافات غربية كهنوتية قديمة تخلى عنها الغرب نفسه منذ زمن طويل ، وكذا ثقافات آسيوية ركزت في الأساس على احتقار المرأة والتحقير بكل ما يتصل بها منذ تاريخ طويل في إبان احلال السلطة الذكورية محل السلطة السابقة التي كانت نسوية مسيطرة ، فكان الجنس طقساً دينياً مقدساً ومع أن هذه الثقافة قد تركت أثرها على العديد من الجماعات الصوفية المختلفة باختلاف الدين الذي تنتسب له فعدت الجنس وسيلة روحانية مهمة لجلاء النفس وقوتها وقدرتها على التواصل مع الخالق في شفافية وسمو ، إلا أن هذا قوبل في الجهة الأخرى بمقاومة عنيفة في المجتمع الإغريقي والفلسفة اليونانية والتي انتقلت إلى الرومانية ثم المسيحية الغربية وبفعل الحملات الاستعمارية المتتالية انتشرت انتشاراً ساحقا في المجتمعات كلها ، وهو ما واجهة في المقابل علماء مشهورين وأئمة كبار مؤكدين وسطية الاسلام في هذا الأمر فلا الجنس مباحاً مشاعاً فيه ولا هو نجاسة ورجس بل طبيعة انسانية محببة ومقبولة على الإنسان أن يجتهد في الاستمتاع بها باعتبارها إحدى النعم التي أسبغها الخالق على خلقه أجمعين من إنسان ودواب وطيور وأنجحودها واحتقارها هو كفر بنعمة الخالق علينا ، ولأن هؤلاء الفقهاء العلماء الأكابر لم يكونوا يكتبون للنحبة وحدها بقصد التباهي فيما بينهم وإنما القصد كان تثقيف العوام وتعليمهم بل وتسليتهم أحياناً بأخبار النكاح وطرائفة الأمر الذي استلزم مخاطبتهم بلغة دارجة سهلة يفهمونها



 مع ملاحظة أن الألفاظ الجنسية لم تكن محظورة أبداً لا في عاميتها ولا في تسميتها بالفصحى بل كانت كلها مرادفات تدل بعضها على البعض وليس أدل على ذلك من حديث رواه البخاري عن ابن عباس قال: لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم قال له: لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت؟ قال: لا يا رسول الله. قال: أنكتها ـ لا يكني ـ قال: فعند ذلك أمر برجمه.
ولذلك فلم يجد العلماء حرجاً من ذكر الكلمات واضحة صريحة لئلا يلتبس قول مع آخر ولا يضيع المعنى ، والأمر بالطبع لم يقتصر على البخاري بل امتد لعدد كبير من القضاة والمشايخ والعلماء وهو ما سنورد بعضاً من
مقتطفاته في مقلات قادمة


الجنس في الإسلام (طبيعة لا خطيئة )

 

ثمّة آراء إسلامية عدّة تعزز من فكرة اعتبار الجنس تجربة روحية. لقد وضع المتصوفة على رأس هرم الأولياء الصالحين "القطب". وعندما يصف محي الدين بن عربي "القطب"، ينسب امتيازه عن غيره من العامة أو حتى الأولياء، إلى مسائل من بينها تجربته الروحية الخاصة في النكاح. قال ابن عربي في كتابه الأشهر "الفتوحات المكية": "يعلم (القطب) من تجلّي النكاح ما يُحرضه على طلبه، والتعشّق به. لا يتحقق قط بالعبودية في شيء أكثر مما يتحقق به في النكاح. لا يرغب في النكاح للنسل، وإنما يرغب فيه لمجرد الشهوة وإحضار التناسل في نفسه لأمر مشروع. فنكاحه لمجرد اللذة كنكاح أهل الجنة. وقد غاب عن هذه الحقيقة أكثر العارفين، لما فيه من شهود الضعف وقهر اللذة المغيبة له عن إحساسه، فهو قهر لذيذ. وذلك من خصائص الأنبياء. ولعلوّ مراقي هذا المقام، جهله أكثر الأولياء". وقد وذكر داود سلمان الشويلي في بحثه "الجنس في التراث العربي" أكثر من 195 كتاباً متنوعاً تناولت الجنس، وُضعت في عصور إسلامية مختلفة، من بينها كتب موسوعية كالأغاني للأصفهاني، والأذكياء لابن الجوزي، وطوق الحمامة لابن حزم، وفهرست ابن النديم، وبينها نحو 11 كتاباً للإمام السيوطي وحده. وأكّد الشويلي أن ما حصره لا يعد إلا جزءاً من مئات المصنفات في هذه المسألة. وقد كان العرب هم الأمة الوحيدة التي تَعُدّ الجنس نعمة، وتشكر الله على هذه المتعة. إذ يستهل الشيخ الإمام العلامة سيدي محمد النفزاوي كتابه "الروض العاطر في نزهة الخاطر" بـ: "الحمد لله الذي جعل اللذة الكبرى للرجال، في (...) النساء، وجعلها للنساء في (...) الرجال"




فالثقافة العربية منفتحة على الجنس قبل الاسلام وفي اثنائه وبعده، باعتباره موضوعاً طبيعياً، لا خطر في تناوله او الحديث عنه من أيّ بعد. واذ كان القرآن الكريم -وهو كتابٌ تعبديّ يتلوه لذلك الكبار والصغار- يحفل بالمفردات والاشارات الجنسية في لغة مباشرة او مجازية، فإنه امتنع عن ان يحذر -ولو مرة واحدة- من التصريح بالجنس ومفرداته والاعلان عنه، اي ان الكتاب الكريم قد خلا خلوا تاما -وكذلك الحديث الشريف- من أية اشارة تنبئ عن ان هذا الموضوع من المحظورات، بل على العكس من ذلك راحا -القرآن والحديث- يشرحان ويفصلان بلا أدنى حرج اجتماعي أو ثقافي.
لقد كان القرآن الكريم -لو أراد الله- يستطيع ان يبكّت الجنس لو كان يسيء به ظنا، او لو كان شرا من تلك الشرور التي تؤذي البدن او النفس والروح او تعتدي على الآخر. وكانت الحالة الوحيدة التي حظرها حظرا “الزنا”. ولكن الاسلام الذي هو انسجام كامل مع الطبيعة وقوانينها، أعلى من قيمة الجنس في حياة الناس، ودفع إليه -عبر مؤسسة الزواج طبعا- وحث عليه “تناكحوا تناسلوا”، و”انكحوا الأيامى منكم والصالحين”. بل ان مصطلح “النكاح” -الذي هو فعل الجنس- صار يعني في الاسلام “الزواج”، مما ينبئ عن وضوح اللغة والمشرع في تناول الجنس خالصا -هذا التناول- من اي ادانة اخلاقية، او اشمئزاز حضريّ. كذلك تنوعت أساليب معالجة الموضوع ما بين الأدبية والعلمية. وكان أكثر ما لفت الانتباه، هو أن أغلب من خاضوا في هذا الأمر، هم من علماء الدين الفقهاء والمحدّثين، وكانوا يوردون في كتاباتهم القصص والحكايات والنوادر، فيفصّلونها، ويبوّبونها تبويبات منهجية، دون إطلاق أحكام. ومنهم عالم الدين الموسوعي الإمام السيوطي، وقاضي قضاة الإسكندرية التيفاشي صاحب "نزهة الألباب في ما لا يوجد في كتاب"، والعالم الأصولي ابن حزم الأندلسي، وعالم الدين وقاضي الأنكحة في تونس النفزاوي، والشيخ الأزهري يوسف الشربيني صاحب كتاب "هز القحوف في شرح قصيدة أبي شادوف". في كتابه "الحب والجنس في الإسلام"، رأى فوزي محمد أبو زيد أن "الإسلام تناول موضوع الجنس بالوضوح الكافي والشفافية اللازمة، وما ترك فيه باباً إلا وأتمّ بحثه وبيانه لجميع أفراد المجتمع". في العصور اللاحقة على القرن الأول للإسلام، كان علماء المسلمين يتناولون في دراساتهم موضوع الجنس. بل كان بعض ملوك وأمراء المسلمين يطلبون منهم التأليف في الموضوع، فيعرضون لطرق الجماع وأوضاعه، أو لحال المجتمع مع الجنس، وأنواعه وطرائقه، الشرعية وغير الشرعية. هذا، ولفت العديد من دارسي التراث الجنساني في التاريخ الإسلامي، تصريح المؤلفين بالمسميات كما هي، دون مواربة، بصورة ربما يستعصي علينا أن نذكرها كما هي في الوقت الحالي. ولكن الثقافة العربية في عهودها الاخيرة -وهي ثقافة ذكورية عالية الصوت، صارمة الفعل- ربطت بين المرأة والجنس ربطا جعل من المرأة كائنة جنسية تنضح بالجنس -من وجهة نظر الرجل- ومن ثم بالإغواء. فصار لزاما عليه ان يحارب الجنس في اللغة والخطاب والفنون والآداب، لأنها -في رأي هؤلاء- “تفضح المرأة في خصوصيتها، وتكشف عورتها”. واين كانت تلك الخصوصية اذن في زمن الرسول الكريم الذي كانت تسأله نساء المدينة فيها حتى يحمر وجهه الشريف؟ بل اين تلك الخصوصية والقرآن الكريم يقول: “هن لباس لكم وانتم لباس لهن” (البقرة: 187)؟ وكيف نستطيع ان نفسر لأطفالنا الآيات “ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين. ثم جعلناه نطفة في قرار مكين. ثم خلقنا النطفة علقة…” (المؤمنون: 14) من دون ان نبدأ بالحديث عن العملية الجنسية بين الانثى والذكر؟ ان المذهب الطُّهراني الذي يعقّم (كما يعقم الكحول من الجراثيم) الثقافة من الافكار واللغة من الكلمات، وهو المذهب السائد اليوم، لا يخدم الاسلام في شيء. لأنه يقوم على إبعاد الدين عن خصائصه الاصلية، وعن التصاقه بالطبيعة، وعن انصياعه لقوانين الفطرة البشرية. وهذا المذهب الطارئ على ثقافتنا العربية المنفتحة اصلا، يجد له مثيلا في تاريخ الاديان الاخرى، كالمسيحية في الغرب مثلا. وبذلك يكون اتباعه -شاؤوا أم أبوا- ناهلين من المعين نفسه الذي نهل منه طهرانيو الغرب، وهو التشدد المَرَضي الذي يُرَجّس (اي يعتبره رجسا) كل شيء، ابتداء من الجنس والمرأة. فكلما ازداد الحظر والمنع ازداد الهوس بالجنس ليصبح حالة مرضية، وكان دليلا على انه قد تحول لدى مانعيه الى ما يشبه الوسواس القهري المسيطر على الذهن. إجمالاً، فإن ما يعرضه تاريخ المجتمع الإسلامي، منذ زمن الرسول، يوضح أن نظرة الإسلام إلى الجنس لم تعتبره "تابو" يُمنع الحديث عنه أو الاقتراب منه. وهذا ما دفع بالعديد من الباحثين المعاصرين إلى المقارنة بين الجنس في الإسلام كشهوة جائزة بل مقدّسة، وبين الجنس في المسيحية التي تتعامل مع الجسد باعتباره دَنَساً. ويرى الباحث الاجتماعي إسحاق كنعو أن "المسيحية بُنيت على أن الجسد فانٍ، وهي لم تعطه حقّه، وقد جعلت سنوات المسيحية الأولى من الجنس رجساً من عمل الشيطان". في المقابل، قال نبي الإسلام إن "في بُضع (جماع) أحدكم صدقة"، و"إن الدنيا كلها متاع، وخير متاعها المرأة الصالحة"، و"النكاح من سنّتي، ومن لم يعمل بسنّتي فليس منّي". ويروي البعض عن النبي أنه قال: "لا تأتوا نساءكم كالبهائم، بل اجعلوا بينكم وبينهن رسول. قالوا: ما الرسول؟ قال: القبلة". وللتدليل على إيجابية تعاطي الإسلام مع مسألة الجنس، فإنه، برغم تحريمه التناكح في أوقات الصيام، أجاز ما دون ذلك من أنواع المداعبة بين الرجل والمرأة. وفي حديث رواه أبو داوود وأحمد والبخاري ومسلم، وغيرهم، قالت السيدة عائشة: "كان الرسول يُقبلني وهو صائم، ويمص لساني وهو صائم". ومن هنا تساءل بعض الباحثين: إذا كان الإسلام يمنع التمتع بالجنس، أو أنه يُقصر العلاقة الجنسية على التكاثر، فلماذا يجيز المداعبة بين الرجل والمرأة في أوقات الصيام؟ ولم يتوقف الأمر عند هذا، بل تخطاه إلى غير ذلك، كمثل ما ورد عن أن امرأة جاءت إلى الرسول، تشتكي إليه من أن زوجها يناكحها إذا صامت في غير رمضان فيفطرها. وكان زوجها عنده، فسأله الرسول عن ذلك، فأجاب الزوج: "أنا رجل شاب لا أصبر". فما كان من الرسول إلا أن قال: "لا تصوم المرأة إلا بإذن زوجها" (ينطبق ذلك على الصيام في غير رمضان).



 اليوم لم يعد يتم في الإسلام تناول هذا الموضوع إلاَّ على مستوًى معياري تقريبًا: يحدِّد متى يجوز لي مناقشة شيء ما ومع مَنْ - ومتى لا يجوز ذلك؟ وهذا التقييد يعتبر جديدًا. والأسوأ من ذلك: إذا كنت تريد اليوم أن تعرف شيئًا ما حول موضوع الجنس، فيجب عليك أن تقرأ النصوص القانونية القديمة. ولكن هذا يؤدِّي إلى مشكلات، وذلك لأنَّ المجتمع قبل عصر الصناعة لا يمكن مقارنته بمجتمعنا المعاصر. ففي تلك الأيَّام كان المرء يتزَّوج بعد فترة قصيرة من بلوغه سن النضج الجنسي، . إن نبذ الجنس وتجريم الخوض في مواضيعة واعتبارها خروجاً عن المألوف والأخلاقي   ظاهرة حديثة: إذ لم تعد الأمور الغامضة مرغوبة الآن. بينما كان يتم قبل بضعة قرون تبادل مختلف الآراء حول موضوع الجنس بكلِّ حرية وهدوء. المجتمع يتصوَّر وجود آباء أو أمَّهات عازبات وأسر صغيرة. ولذلك لا يمكن تطبيق معايير تلك الفترة بشكل مباشر على مجتمعنا المعاصر.
ومع ذلك فبدلا من الانفتاح لجأ الناس للتشدد باسم الدين ويادعاء أنه يأمر بذلك ، إن السؤال الصعب هو فيما كان السبب في هذا التحول الدرامي في عقلية الجماهير التي تظن أنها متدينة تطبق ما جاء في الكتب المقدسة باعتبار الجنس أحد التابوهات المحرم التطرق إليها مع العامة وبشكل مشاعي عكس ما كانت عليه الأمه قبل وبعد الإسلام ولمدة طويلة .
لا توجد إجابة بسيطة على هذا السؤال. الاستعمار هو أحد الأسباب. والسبب الآخر هو أنَّ الدين قد أخذ طابعًا إيديولوجيًا. ولم يعد يُمثِّل فلسفةً للحياة وأسلوبًا للحياة، بل لقد بات من المفترض أن يُقدِّم الدين إجابة واضحة على كلِّ شيء. ولكن هذه مجرَّد ظاهرة حديثة: إذ لم تعد الأمور الغامضة مرغوبة الآن. بينما كان يتم قبل بضعة قرون تبادل مختلف الآراء حول موضوع الجنس بكلِّ حرية وهدوء.
لقد ألف الإمام السيوطي قبل خمسمائة عام كتابًا حول "الحركات الجنسية". وهذا الكتاب يبدو مثل الكاماسوترا… وقد كتب بالذات العديد من الأعمال حول موضوع الجنس. ومن بين هذه الأعمال كتابان يتناولان الوضعيات في الجنس - حتى بصورة أكثر إثارة للإعجاب مما يرد في الكاماسوترا. والإمام السيوطي تعامل أيضًا من الناحية اللغوية مع هذا الموضوع؛ ففي اللغة العربية يوجد نحو تسعمائة مصطلح للتعبير عن الممارسة الجنسية وحدها. كل ما فعله الإسلام أنه حرّم بعض أنواع النكاح التي كانت شائعة قبله، وقنّن العلاقة الجنسية بعقد الزواج الذي نعرفه، مع أنواع فرعية منه، بحسب المدارس الفقهية، كزواج المسيار، وزواج المتعة، وزواج المحَلَل. لكنّ جميعها عموماً اشترطت العقد لإباحة النكاح، مع خلاف في ما بينها على تعريف "العقد" وشروط صحته.

عشتار وأدونيس

كانت تسمي نفسَها "إلهة الصباح وإلهة المساء" وهي من أكثر الشخصيات شهرةً في المجمع الإلهي الآشوري/البابلي وهي التشخيص الإلهي لكوكب الزهرة ، و من الترانيم على لسانها وهي تصف نفسها : أنا الأول، وأنا الآخر، أنا البغي، وأنا القديسة، أنا الزوجة، وأنا العذراء، أنا الأم، وأنا الابنة ... أنا العاقر، وكُثُرٌ هم أبنائي، أنا في عرس كبير ولم أتخذ بعلاً ، أنا القابلةُ ولم أنجب أحدًا ، وأنا سلوى أتعاب حَملي، أنا العروس وأنا العريس ، وزوجي مَن أنجبني ، أنا أم أبي، وأخت زوجي ،وهو نسلي ... واشتق البابليون اسم عشتار من معناها عندهم ( أي عيش الأرض ) ربَّة الحياة وخصب الطبيعة ، وهي الهلاك والدمار وربة الحرب. في الليل عاشقة، وفي النهار مقاتلة ترعى المواقع وتغشى المذابح الأم الرؤوم الحانية، و البوابة المظلمة الفاغرة ، لالتهام جثث البشر. هي ربَّة الجنس وسرير اللذة، وهي مَن يسلب الرجالَ ذكورتَهم ، من هنا كان لغز عشتار:




x

الأسطورة الأولى و الديانة الأولى في اعتقاد الكثير من الباحثين الذي يخالفهم فيه بالقطع الباحثين في الأديان المنتمين للعقيدة أو الملة الإبراهيمية التي لا تعتمد غير التوحيد ديانة شرط أن يكون لله رب ابرام أو ابراهيم الخليل كما هو اللقب المشهور به . يقول النفري في العبر والمخاطبات على لسانها : أمر كان، وأمر يكون، وأمر لا يكون أبدًا. فأمر كان: محبتي لك، وأمر يكون: تراني وأمر لا يكون: لا تعرفني معرفة أبدًا ،فهي كل النساء في امرأة واحدة هذه التي تعرفها جيدا ولا تعرفها أبداً التي لا تعلم سببا لمحبتها ولا لغدرها ، العاشقة التي لا ترضى ابدا ولا تزهد في العشق ابدا وهي الأم في عالم لم يكن للذكور فيه اهمية كبرى في امور الحياة قائمًا على "المبدأ الأمومي" ، ( مشاعة وعدالة ومساواة،) بينما المبدأ الأبوي تملُّك وتسلُّط وتمييز. في نظر الباحث العلماني الأمومية توحُّد مع الطبيعة وخضوعٌ لقوانينها، والأبوية خروجٌ عن مسارها وخضوعٌ لقوانين مصنوعة ، غير أننا لا نعرف صانع هذه القوانين: أهو المرأة، أم الرجل، أم كلاهما؟ حيث إننا هنا أمام تعاطُف غير عادل من وجهة النظر العلمانية هذه الأديان صناعة ذكورية لذلك لم يزل انتماؤهم لعشتار عاطفيا وذهنيا ساكنا في قرارة نفوسهم مستقرا فيها ، فهم يرون ان هذه القوانين قد أُعِدَّتْ لصالح جنس دون الآخر أو لهدف محدد دون سواه ! فالعلاقات الجنسية في المجتمع الأمومي مشاعية حرة تمامًا من أية ضوابط، حيث "كل امرأة لكلِّ رجل، وكل رجل لكلِّ امرأة ! بينما نظام العائلة اللاحق يعتمد رابطة الدم. أما النظام الوراثي في المرحلة الأخيرة السابقة لظهور المدن الأولى، فقد قضى على "حق الأم" وأحلَّ محلَّه "حق الأب" - ج.ج.باخوفن (كتاب الأسطورة والدين وحق الأم) ، المهم ناخد جانب صغير لكنه الجانب الانساني العاطفي عند عشتار التي سنجد جوانب أخرى من شخصياتها في حكايات أحرى لاحقة ، هنشوف ازاي واحدة بالجبروت ده هتضعف وتتشحتف على حبيبها .. على فكرة فيه جوانب قريبة من قصة سيدنا يوسف والحاجة الغريبة انك دايما تلاقي قصص متشابهة في كل الأديان سواء سماوية أو وثنية سواء سابقة على الحادث هنا او لاحقة له ، المهم بقى الاسطورة بتحكي عن ملك من شرق البحر الأبيض المتوسط وبنته ..... بنته دي كانت جميلة جدا لدرجة ان الملك ده اتجرأ مره وقال ان بنته أجمل من عشتار نفسها !! طبعا الخبر وصل لعشتار فقارت جدا لنفسها ازاي بشري حتى لو ملك يقارن بنته بيها ويقول انها اجمل كمان ( ارجغ فوق لرأيها في نفسها حتفهم ) .... شوف الهاية زي دي بقى لما تلاقي واحد من البشر بيقول انه هو او بنته او ايا كان احسن منها ، طبعا لازم تنتقم زي اي اله .. بس عشتار بقى انثي وربنا يكفيك شر انتقام الأنثى .... طب عشتار تعمل ايه في الراجل ده وبنته عشان تعرفهم مقامهم اول حاجة فكرت فيها ان البنت دي تعشق .. طب وايه يعني شوية عذاب في الحب مثلا !!! طبعا لأ قلنا عشتار اله بس انثى فكيدها رهيب بقى مش اي كلام .. هي قررت ان البنت : ميرا : تعشق ابوها عشان الانتقام يبقى مزدوج يعني عصفورين بحجر هي وابوها اللي تجرأ عليها ده . طب وهتخللي ابوها يعشقها مثلا برضو ؟ طبعا لأ ايه هبل عقول الرجالة ده !!!! امال فين العذاب ؟ ، لازم طبعا الراجل يفضل اب بيحب بنته وهي تتصرف بقى ! ميرا فعلاً حبت ابوها واتمنته بكل جوارحها ... وأصبح بالنسبه لها رغبة مجنونه ملكت كل تفكيرها ومشاعرها وشهواتها انحصرت فيه لوحده وهو ولا على باله طبعاً .. ماهو اصلا مينفعش الراجل يفكر غير كده وهي عارفة .. بس مش قادرة تسيطر على نفسها كل ما يتكلم يضحك يمشي ينام تبقى هتتجنن وعايزاه بكل جزء في جسمها وروحها ، الرغبة والشهوة والمشاعر كانت بتحرقها بنار حقيقية محدش شايفها غيرها وهي عارفه ان مفيش اي امل فقررت تنتحر لولا ان خادمتها لحقتها ووعدتها بالحل !!!


وفي ليلة حالكة السواد مفيهاش قمر والظلمة شديدة جدا دخلتها على ابوها كأنه جارية من الجواري واخيرا لقت نفسها في حضنه وتفجرت منها كل اشواقها ورغباتها وشهواتها بكل جنونها ورعونتها وصباها وعذريتها وشيقها .... خلصت الليلة ورجعت البنت لمخدعها .. بس كانت النتيجة انها حملت طبعا ، وابتدت اعراض الحمل تبان عليها ، والراجل شاف كده اتجنن وقرر يقتلها فورا ، البنت طبعا مابين الرعب والخجل وهي مش عارفة اصلا ايه اللي عمل فيها كده وخلاها وصلت للدرجة دي هربت منه وراحت لجبل الآلهة تتوسل بيهم ينقذوها .... الالهة لما سمعوا منها الشك اتجه فورا ناحية عشتار او عشتروت ( لاحظوا ان السحره بيتوسلولها حتى الآن في اعمال الجلب والتهييج ) بس بيقولوا انها من ملوك الجان عشان يوفقوا بين التوسل بيها وبين ما جاء في الكتب السماوية ان الأولين كانوا بيعبدوا الجن وهو ما اكدته الكتب السماوية وجاء صريحا في القرآن "قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ" المهم انهم مازالوا حتى الآن يتوسلون لعشتار بالجلب والتهييج لأنها معروفة بالتخصص ده فالآلهة التانيين لما سمعوا القصة عرفوا ان ليها يد فيها ، فطبعا الآلهة حسوا ان البنت اتظلمت في القصة دي وقرروا ينقذوها بتحويلها لشجرة بس بشرط انها لما تخلف تهتم بالطفل والغريب إنهم سمحوا للبنت تهرب صحيج بس الى جزيرة عشتار( جزيرة سوقترا، جنوب اليمن في بحر العرب، والمشهورة بشجر المُرّ (البخور و اللبان)، شجر عشتار المقدّس ... ويتألف اسمها السرياني من: (سوق souk) وتعني البخور. و(قترا kathra، من أسماء عشتار) وتعني المتكبرة، الأبية، المعظّمة، المجيدة، المصباح ... إذ أن الموطن الأصلي للأرباب السوريين جميعاً هو جزيرة العرب حينما كانت جنة الله على الأرض، عند بداية العصر الدفيء في حوالي 14000 ق . م )... وهناك حولوها فعلا لشجرة اللبان المر ، وبعد 9 شهور انشقت الشجرة وخرج منها ادونيس ..الإسم ده هو اللي مشهور عند اليهود ب أدون و كان وارث جمال امه طبعا فخرج طفل جميل جمال باهر للعالم . نكمل باقي القصة مع الإغريق فعشتار هنا هي افروديت اللي راحت تشوف الطفل فانبهرت بجماله وقررت تخبيه لنفسها من عيون باقي الآلهة

 فتغمل ايه بقى ؟ قررت تخبيه في صندوق ( لاحظ ان القصص كلها دخلت في بعضها كده ) وقالت احسن حاجه توديه لحد مبيحبش البشر فسلمته امانه لملكة الجحيم بيرسيفوني ، وقالتلها عارفة يابيرسفوني لو فتحتي الصندوق ده واللا بصيتي فيه انا هعمل فيكي واسوي انتي فاهمه !!!! قالتلها طبعا ... متقلقيش ... لكن بيرسفوني ست ياجدعان حب الاستطلاع قتلها ، فيه ايه في الصندوق ده افروديت نفسها خايفة عليه كده ؟ راحت فاتحاه واذا بيها تفاجأ بالطفل الرائع ده ومقدرتش تسيبه متحبوش ، وخدته لقصرها واعتنت بيه وربته لحد ما بقى شاب رائع فعشقته زي قصة يوسف بالظبط ماعدا الصندوق من قصة موسى حاجة تخبل !!! بس ادونيس ماتأخرش عالولية عشان ده لا ولي ولا نبي ولا صديق فايه اللي هيحوشه يعني المهم روقها والدنيا مشيت زي الفل لحد ما افروديت رجعت تطلبه وطبعا بيرسيغوني قالتلها لأ !!!!! - لأ ده ايه ياجربوعة دانتي حيالله بوابة على باب الجحيم وانا الالهة افروديت - ناااعم افروديت على نفسك ياوليه ياهايجة ياللي مش لافية اله يلمك وهوب مسكوا في شعور بعض وهات ياعض وخربشة مفيش فايدة الوليه بيرسفوني مش عايزة تسيب ادون ابداً ، أخر ما زهقت افروديت راحت لكبير الآلهة زيوس يحلها ، ....... زيوس فكر شويه وقال لنفسه انا صحيح كبير الآلهة بس ماليش في خناقات النسوان دي وافروديت مش سهلة وملكة الجحيم مهمه برضو دي شايله يلاوي عننا فقال لهم انا هجيب لكم واحدة ست زيكم وهي هتحس بيكم اكتر ونادى عالحورية كاليوبي وقال لها احكمي انتي في الخناقة دي يا كاليوبي عشان مش فاهمها ..... كاليوبي ابتدعت فكرة التعدد بقى قالت هو يبقى مع الاتنين ، 4 شهور مع افروديت ، و4 مع بيرسيفوني ، و4 حر بقى مع اي حد يعجبه تقريبا عينها زاغت عالواد بس الحقيقة ادونيس ارتاح لافروديت وبقى يقضي معاها ال 4 شهور الحرة وهو كان بيحب الصيد دي هوايته الوحيدة بصفته صايع بقى مالوش لا شغله ولا مشغله افروديت باعيني سابت اللي وراها واللي قدامها وفضيت للواد ادونيس ده يروح يصطاد تروح وراه كانت بتخاف عليه من الهوا بس جت لها مأمورية الهية مهمة ومينفعش تفوتها وتسيب شغل الآلهة خالص كده وتقعد جنب حبيب القلب فقالت لنفسها أخطف رجلي لقبرص مش بعيدة اخلص الموضوع ده وارجع بسرعة ومكانش ينفع تاخد ادون معاها تقريبا كان فيه اجتماع الهة مغلق أو حاجة زي كده وعشان خاطري يا أدون خليك قاعد لغاية ما ارجع ولا تروح هنا ولا هنا واستناني وحياتي عندك ، المهم طلعت على قبرص تخلص المأمورية وترجع لحبيب القلب بسرعة بس هو مصبرش نزل يصطاد فضرب حنزير بري بالرمح لكن متقتلش فهاجمه وقطم فخده وفعد يصرخ .... الألم كان رهيب والواد طول عمرة متدلع معرفش يعمل حاجة غير الصراخ والبكاء لحد ما وصل صوته لأفروديت سابت الدنيا ورجعت له جري وكانت اول مره تبكي ومش تمثيل ولا نحنحة ولا محن ده بجد ومن قلبها ، وقعدت تحاول تنقذه وهي بتبكي عشانه فاختلطت دموعها بدمه على التراب فخرجت من الخليط ده زهرة ”شقائق النعمان“ ، وفضل الدم يسيل على النهر ويمشي معاه لحد مصبه في البحر المتوسط علشان كده النهر ده اسمه نهر ادونيس ولحد دلوقت بتقام فيه طقوس Les Adonies ودي احتفالات ضخمه جدا تقام في كل اول كل ربيع ، طبعا التفاصيل في الحادث ده بتختلف عند الرومان اللي هيكملوا القصة وتبقى افروديت هي فينوس وبيرسيفوني بقت بروزربين، آريس بقى مارس وزيوس جوبتير بس الرومان قالوا ان بروزبين شافت ادونيس بعد ما مات وافروديت كانت عايزة ترجعه من الآخرة فاتخانقوا الخناقة اللي حكيناها قبل كده واتحكم فيها ، القصة دي بتنويعات تتفق وكل حضارة رغم ان مفيش اي وسائل اتصال انتشرت في كل العالم وفضلت احتفالات العربدة الدينية تقام فيها وبعضها حتى الآن ، السؤال بقى هل عشتروت نفسها حقيقة ! يعني اذا مكانتش الهه وده أكيد طبعاً فهل هي من الجان زي الكتب السماوية ما بتؤكد ان الناس عبدوا الجان ؟؟ وهل ادعاءات السحرة وتوسلهم ليها في اسحار الحب والجلب والتهييج "اللي مستند على الأسطورة دي طبعا"ليه اساس من الواقع وانها احدى ملكات الجن فعلا ؟؟؟ دي بقى قصة تانية خالص يمكن تبان مع الأجزاء القادمة وكفاية كده أوي لو كان حد قرا الكلام ده كله اصلا كله أصلا والسلام ختام وتوته توته خلصت الحدوته شرط أن يكون لله رب ابرام أو ابراهيم الخليل كما هو اللقب المشهور به . يقول النفري في العبر والمخاطبات على لسانها : أمر كان، وأمر يكون، وأمر لا يكون أبدًا. فأمر كان: محبتي لك، وأمر يكون: تراني وأمر لا يكون: لا تعرفني معرفة أبدًا ،فهي كل النساء في امرأة واحدة هذه التي تعرفها جيدا ولا تعرفها أبداً التي لا تعلم سببا لمحبتها ولا لغدرها ، العاشقة التي لا ترضى ابدا ولا تزهد في العشق ابدا وهي الأم في عالم لم يكن للذكور فيه اهمية كبرى في امور الحياة قائمًا على "المبدأ الأمومي" ، ( مشاعة وعدالة ومساواة،) بينما المبدأ الأبوي تملُّك وتسلُّط وتمييز. في نظر الباحث العلماني الأمومية توحُّد مع الطبيعة وخضوعٌ لقوانينها، والأبوية خروجٌ عن مسارها وخضوعٌ لقوانين مصنوعة ، غير أننا لا نعرف صانع هذه القوانين: أهو المرأة، أم الرجل، أم كلاهما؟ حيث إننا هنا أمام تعاطُف غير عادل من وجهة النظر العلمانية هذه الأديان صناعة ذكورية لذلك لم يزل انتماؤهم لعشتار عاطفيا وذهنيا ساكنا في قرارة نفوسهم مستقرا فيها ، فهم يرون ان هذه القوانين قد أُعِدَّتْ لصالح جنس دون الآخر أو لهدف محدد دون سواه ! فالعلاقات الجنسية في المجتمع الأمومي مشاعية حرة تمامًا من أية ضوابط، حيث "كل امرأة لكلِّ رجل، وكل رجل لكلِّ امرأة ! بينما نظام العائلة اللاحق يعتمد رابطة الدم. أما النظام الوراثي في المرحلة الأخيرة السابقة لظهور المدن الأولى، فقد قضى على "حق الأم" وأحلَّ محلَّه "حق الأب" - ج.ج.باخوفن (كتاب الأسطورة والدين وحق الأم) ، المهم ناخد جانب صغير لكنه الجانب الانساني العاطفي عند عشتار التي سنجد جوانب أخرى من شخصياتها في حكايات أحرى لاحقة ، هنشوف ازاي واحدة بالجبروت ده هتضعف وتتشحتف على حبيبها .. على فكرة فيه جوانب قريبة من قصة سيدنا يوسف والحاجة الغريبة انك دايما تلاقي قصص متشابهة في كل الأديان سواء سماوية أو وثنية سواء سابقة على الحادث هنا او لاحقة له ، المهم بقى الاسطورة بتحكي عن ملك من شرق البحر الأبيض المتوسط وبنته ..... بنته دي كانت جميلة جدا لدرجة ان الملك ده اتجرأ مره وقال ان بنته أجمل من عشتار نفسها !! طبعا الخبر وصل لعشتار فقارت جدا لنفسها ازاي بشري حتى لو ملك يقارن بنته بيها ويقول انها اجمل كمان ( ارجغ فوق لرأيها في نفسها حتفهم ) .... شوف الهاية زي دي بقى لما تلاقي واحد من البشر بيقول انه هو او بنته او ايا كان احسن منها ، طبعا لازم تنتقم زي اي اله .. بس عشتار بقى انثي وربنا يكفيك شر انتقام الأنثى .... طب عشتار تعمل ايه في الراجل ده وبنته عشان تعرفهم مقامهم اول حاجة فكرت فيها ان البنت دي تعشق .. طب وايه يعني شوية عذاب في الحب مثلا !!! طبعا لأ قلنا عشتار اله بس انثى فكيدها رهيب بقى مش اي كلام .. هي قررت ان البنت : ميرا : تعشق ابوها عشان الانتقام يبقى مزدوج يعني عصفورين بحجر هي وابوها اللي تجرأ عليها ده . طب وهتخللي ابوها يعشقها مثلا برضو ؟ طبعا لأ ايه هبل عقول الرجالة ده !!!! امال فين العذاب ؟ ، لازم طبعا الراجل يفضل اب بيحب بنته وهي تتصرف بقى ! ميرا فعلاً حبت ابوها واتمنته بكل جوارحها ... وأصبح بالنسبه لها رغبة مجنونه ملكت كل تفكيرها ومشاعرها وشهواتها انحصرت فيه لوحده وهو ولا على باله طبعاً .. ماهو اصلا مينفعش الراجل يفكر غير كده وهي عارفة .. بس مش قادرة تسيطر على نفسها كل ما يتكلم يضحك يمشي ينام تبقى هتتجنن وعايزاه بكل جزء في جسمها وروحها ، الرغبة والشهوة والمشاعر كانت بتحرقها بنار حقيقية محدش شايفها غيرها وهي عارفه ان مفيش اي امل فقررت تنتحر لولا ان خادمتها لحقتها ووعدتها بالحل !!! وفي ليلة حالكة السواد مفيهاش قمر والظلمة شديدة جدا دخلتها على ابوها كأنه جارية من الجواري واخيرا لقت نفسها في حضنه وتفجرت منها كل اشواقها ورغباتها وشهواتها بكل جنونها ورعونتها وصباها وعذريتها وشيقها .... خلصت الليلة ورجعت البنت لمخدعها .. بس كانت النتيجة انها حملت طبعا ، وابتدت اعراض الحمل تبان عليها ، والراجل شاف كده اتجنن وقرر يقتلها فورا ، البنت طبعا مابين الرعب والخجل وهي مش عارفة اصلا ايه اللي عمل فيها كده وخلاها وصلت للدرجة دي هربت منه وراحت لجبل الآلهة تتوسل بيهم ينقذوها .... الالهة لما سمعوا منها الشك اتجه فورا ناحية عشتار او عشتروت ( لاحظوا ان السحره بيتوسلولها حتى الآن في اعمال الجلب والتهييج ) بس بيقولوا انها من ملوك الجان عشان يوفقوا بين التوسل بيها وبين ما جاء في الكتب السماوية ان الأولين كانوا بيعبدوا الجن وهو ما اكدته الكتب السماوية وجاء صريحا في القرآن "قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِم ۖ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ ۖ أَكْثَرُهُم بِهِم مُّؤْمِنُونَ"

المهم انهم مازالوا حتى الآن يتوسلون لعشتار بالجلب والتهييج لأنها معروفة بالتخصص ده قالآلهة التانيين لما سمعوا القصة عرفوا ان ليها يد فيها ، فطبعا الآلهة حسوا ان البنت اتظلمت في القصة دي وقرروا ينقذوها بتحويلها لشجرة بس بشرط انها لما تخلف تهتم بالطفل وحولوها فعلا لشجرة اللبان المر ، وبعد 9 شهور انشقت الشجرة وخرج منها ادونيس ..الإسم ده هو اللي مشهور عند اليهود ب أدون و كان وارث جمال امه طبعا فخرج طفل جميل جمال باهر للعالم . باقي القصة كملها الإعريق فعشتار هنا هي افروديت اللي راحت تشوف الطفل فانبهرت بجماله وقررت تخبيه لنفسها من عيون باقي الآلهة



 فتعمل ايه بقى ؟ قررت تخبيه في صندوق ( لاحظ ان القصص كلها دخلت في بعضها كده ) وقالت احسن حاجه توديه لحد مبيحبش البشر فسلمته امانه لملكة الجحيم بيرسيفوني ، وقالتلها عارفة يابيرسفوني لو فتحتي الصندوق ده واللا بصيتي فيه انا هعمل فيكي واسوي انتي فاهمه !!!! قالتلها طبعا ... متقلقيش ... لكن بيرسفوني ست ياجدعان حب الاستطلاع قتلها ، فيه ايه في الصندوق ده افروديت نفسها خايفة عليه كده ؟ راحت فاتحاه واذا بيها تفاجأ بالطفل الرائع ده ومقدرتش تسيبه متحبوش ، وخدته لقصرها واعتنت بيه وربته لحد ما بقى شاب رائع فعشقته زي قصة يوسف بالظبط ماعدا الصندوق من قصة موسى حاجة تخبل !!! بس ادونيس ماتأخرش عالولية عشان ده لا ولي ولا نبي ولا صديق فايه اللي هيحوشه يعني المهم روقها والدنيا مشيت زي الفل


 لحد ما افروديت رجعت تطلبه وطبعا بيرسيفوني قالتلها لأ !!!!! - لأ ده ايه ياجربوعة دانتي حيالله بوابة على باب الجحيم وانا الالهة افروديت
- ناااعم افروديت على نفسك ياوليه ياهايجة ياللي مش لافية اله يلمك وهوب مسكوا في شعور بعض وهات ياعض وخربشة مفيش فايدة الوليه بيرسفوني مش عايزة تسيب ادون ابداً ، أخر ما زهقت افروديت راحت لكبير الآلهة زيوس يحلها


 زيوس فكر شويه وقال لنفسه انا صحيح كبير الآلهة بس ماليش في خناقات النسوان دي وافروديت مش سهلة وملكة الجحيم مهمه برضو دي شايله يلاوي عننا فقال لهم انا هجيب لكم واحدة ست زيكم وهي هتحس بيكم اكتر ونادى عالحورية كاليوبي وقال لها احكمي انتي في الخناقة دي يا كاليوبي عشان مش فاهمها ..... كاليوبي ابتدعت فكرة التعدد بقى قالت هو يبقى مع الاتنين ، 4 شهور مع افروديت ، و4 مع بيرسيفوني ، و4 حر بقى مع اي حد يعجبه تقريبا عينها زاغت عالواد بس الحقيقة ادونيس ارتاح لافروديت وبقى يقضي معاها ال 4 شهور الحرة وهو كان بيحب الصيد دي هوايته الوحيدة بصفته صايع بقى مالوش لا شغله ولا مشغله افروديت باعيني سابت اللي وراها واللي قدامها وفضيت للواد ادونيس ده يروح يصطاد تروح وراه كانت بتخاف عليه من الهوا بس جت لها مأمورية الهية مهمة ومينفعش تفوتها وتسيب شغل الآلهة خالص كده وتقعد جنب حبيب القلب فقالت لنفسها أخطف رجلي لقبرص مش بعيدة اخلص الموضوع ده وارجع بسرعة ومكانش ينفع تاخد ادون معاها تقريبا كان فيه اجتماع الهة مغلق أو حاجة زي كده وعشان خاطري يا أدون خليك قاعد لغاية ما ارجع ولا تروح هنا ولا هنا واستناني وحياتي عندك ، المهم طلعت على قبرص تخلص المأمورية وترجع لحبيب القلب بسرعة بس هو مصبرش نزل يصطاد فضرب حنزير بري بالرمح لكن متقتلش فهاجمه وقطم فخده وفعد يصرخ .... الألم كان رهيب والواد صحيح شجاع ومتهور لكن طول عمرة متدلع معرفش يعمل حاجة غير الصراخ والبكاء لحد ما وصل صوته لأفروديت سابت الدنيا ورجعت له جري وكانت اول مره تبكي ومش تمثيل ولا نحنحة ولا محن ده بجد ومن قلبها


 

وقعدت تحاول تنقذه وهي بتبكي عشانه فاختلطت دموعها بدمه على التراب فخرجت من الخليط ده زهرة ”شقائق النعمان“ ، وفضل الدم يسيل على النهر ويمشي معاه لحد مصبه في البحر المتوسط علشان كده النهر ده اسمه نهر ادونيس ولحد دلوقت بتقام فيه طقوس Les Adonies ودي احتفالات ضخمه جدا تقام في كل اول كل ربيع ، طبعا التفاصيل في الحادث ده بتختلف عند الرومان اللي هيكملوا القصة وتبقى افروديت هي فينوس وبيرسيفوني بقت بروزربين، آريس بقى مارس وزيوس جوبتير بس الرومان قالوا ان بروزبين شافت ادونيس بعد ما مات وافروديت كانت عايزة ترجعه من الآخرة فاتخانقوا الخناقة اللي حكيناها قبل كده واتحكم فيها ، القصة دي بتنويعات تتفق وكل حضارة رغم ان مفيش اي وسائل اتصال انتشرت في كل العالم وفضلت احتفالات العربدة الدينية تقام فيها وبعضها حتى الآن ، السؤال بقى هل عشتروت نفسها حقيقة ! يعني اذا مكانتش الهه وده أكيد طبعاً فهل هي من الجان زي الكتب السماوية ما بتؤكد ان الناس عبدوا الجان ؟؟ وهل ادعاءات السحرة وتوسلهم ليها في اسحار الحب والجلب والتهييج "اللي مستند على الأسطورة دي طبعا"ليه اساس من الواقع وانها احدى ملكات الجن فعلا ؟؟؟ دي بقى قصة تانية خالص أشرنا ليها في بدكاست هتلاقوه هنا بعنوان أصول ملوك الجن والسلام ختام وتوته توته خلصت الحدوته


قصة الطوفان بين الخلفية الميثولوجية و التوراة والقرآن

 أسطورة الطوفان الكبير الذي غمر الأرض وأفنى البشر والكائنات الحية، عدا فئة قليلة نجت وأعادت بناء الحضارة، هي أسطورة شائعة في ثقافات العالم القديم وفي الثقافات البدائية المعاصرة. ولكن السومريين في جنوب وادي الرافدين كانوا أول من قدّم لنا وثيقة مكتوبة عن هذه الأسطورة ترجع إلى النصف الثاني من الألف الثالث قبل الميلاد. وقد احتوت الأسطورة السومرية العناصر التي بنت عليها بقية ثقافات المنطقة، إضافة إلى الثقافة اليونانية، تنويعاتها الخاصة. وُجدت الأسطورة السومرية منقوشة على رقيم فخاري مكسور وكثير التشوه، ولكن الأسطر القليلة الباقية من النص كافية لإطلاعنا على الخطوط العامة للقصة.


فقد رأى الملك الكاهن المدعو زيوسودرا في إحدى الليالي حلماً سمع فيه صوت أحد الآلهة يكلمه من وراء جدار، ويُعلمه عن قرار مجمع الآلهة بإفناء الحياة على الأرض. عند هذه النقطة يتشوه الرقيم. ومن المرجح أن الجزء المفقود من النص يتحدث عن تعليمات الإله بخصوص قيام زيوسودرا ببناء سفينة عملاقة يحمل فيها عدداً من البشر، إضافة إلى أزواج من كل أصناف الحيوانات. 



وعندما يتضح النص للقراءة مرة ثانية نجد وصفاً مكثفاً لاندياح الطوفان وتراجعه: "هبت العواصف كلها دفعة واحدة، ومعها انداحت سيول الطوفان فوق الأرض، وغمرتها لسبعة أيام وسبع ليال، ودفعت العواصف المركب العملاق فوق المياه المتعاظمة. ثم ظهر إله الشمس أوتو ناشراً ضياءه في السماء والأرض. فتح زيوسودرا كوة في المركب تاركاً أشعة أوتو تسقط منه. ثم خر ساجداً أمام أوتو ونحر ثوراً وقدم ذبيحة من غنم". بعد ذلك يعود الرقيم إلى التشوه. وعندما يتضح للقراءة ثانية نأتي إلى خاتمة القصة، حيث يصف المقطع الأخير سرور الآلهة بنجاة الحياة من التدمير الكامل، ثم إسباغهم على بطل الطوفان نعمة الخلود: "زيوسودرا الملك سجد أمام آنو وإنليل. فوهباه روحاً خالدة مثل الآلهة. عند ذلك دُعي زيوسودرا باسم حافظ بذرة الحياة. وفي أرض دلمون حيث تشرق الشمس أسكناه. 



اعتماداً على العناصر الرئيسة لهذه الأسطورة السومرية، قدّم لنا البابليون عدة نصوص عن الطوفان الكبير، أوضحها النص الوارد في آخر ملحمة جلجامش، حيث يروي بطل الطوفان نفسه القصة لجلجامش الذي قصده ليسأله عن الكيفية التي حصل بها على الخلود. فقد اتخذ مجمع الآلهة بتحريض من إله العاصفة إنليل قراراً بإفناء الحياة على الأرض، ولكن قبل الشروع بتنفيذ خطتهم قام الإله إيا  إنكي) بنقل الخبر إلى أوتنابشتيم ملك مدينة شوريباك وكلّمه من وراء جدار، وأمره أن يبني سفينة عملاقة وفق مخطط خاص شرحه له. وعند اندياح الطوفان عليه أن يحمل إليها كل ما يملك من ذهب وفضة، وأهله وأقاربه، ونخبة من أصحاب الصناعة والحرف، وعدداً لا يحدده كاتب النص من حيوانات الأرض ووحوشها. صدع أوتنابشتيم بما أُمر



 وعندما بدأت نُذر الطوفان بمطر غزير مدمّر دخل السفينة وأغلق عليه الباب. استمر المطر بالهطول، ثم انهارت السدود وتدفق ماؤها، وانفتحت بوابات المياه الجوفية، فتعاظم الطوفان وحمل السفينة، بينما كانت العواصف الثائرة تحصد البشر وتحطم الأرض مثل جرّة فخارية. حتى الآلهة أنفسهم ذعروا من هول الطوفان وهربوا جميعاً فالتجؤوا إلى السماء السابعة سماء الإله آنو كبيرهم، وربضوا هناك عند الجدار الخارجي يرتعدون. وقامت بينهم الإله عشتار تنوح وتندب فناء البشرية، وتعلن ندمها على الموافقة على قرار الطوفان. 



ستة أيام وست ليال والرياح تهب، والعاصفة وسيول المطر تطغى على الأرض. ومع حلول اليوم السابع هدأ البحر وسكنت العاصفة وتراجع الطوفان. فتح أوتنابشتيم كوة السفينة، كان الهدوء شاملاً وقد آل البشر إلى الطين، فتهالك وانحنى يبكي. ثم إن السفينة استقرت على قمة جبل نصير الذي منعها من الحركة أسبوعاً. خلال ذلك أتى أوتنابشتيم بحمامة وأطلقها، فطارت بعيداً ثم عادت إليه لأنها لم تجد يابسة تقف عليها. وبعد فترة لا يحددها كاتب النص أطلق أوتنابشتيم سنونو فطار بعيداً ثم عاد إليه. وبعد فترة أخرى أطلق غراباً فطار بعيداً وحام وأكل ولم يعد. عند ذلك أطلق أوتنابشتيم جميع ركاب السفينة في الاتجاهات الأربعة، وقدّم ذبيحة للآلهة أحرق تحتها القصب الحلو والآس وخشب الأرز لتشم الآلهة الرائحة الزكية. تجمع الآلهة حول القربان، وعندما وصلت عشتار رفعت عقدها الكريم الذي صنعه لها آنو وقالت: "أيها الآلهة الحاضرون، كما لا أنسى هذا العقد اللازوردي في عنقي، كذلك لن أنسى هذه الأيام قط وسأذكرها دوماً. هلموا جميعاً إلى الذبيحة إلا إنليل، لأنه دونما تفكر قد سبب الطوفان". وعندما وصل إنليل ورأى السفينة ثارت ثائرته وقال: "هل نجا أحد من الفانين؟ ألم نقرر إهلاك الجميع؟". فتوجه إليه إيا بقوله: "أيها المحارب، أيها الحكيم بين الآلهة، كيف دونما تروٍّ جلبت هذا الطوفان؟ كان بإمكانك أن تُحمِّل الآثم إثمه والمعتدي عدوانه، تمهله فلا يهلك ولا تهمله فيشتط. لو أرسلت بدل الطوفان الأسود الذئاب لقللت من عدد البشر، لو أرسلت بدل الطوفان المجاعة لأنقصت من البشر، لو أرسلت عليهم الطاعون لحصد منهم. وبعدُ لستُ الذي أفشى سر الآلهة الكبار. لقد أريت أوتنابشتيم حلماً فاستشف من الأمر. والآن اعقد أمرك بشأنه". فصعد إنليل إلى السفينة ثم أخذ بيد أوتنابشتيم وأصعده هو وزوجته معه وجعلهما يركعان أمامه، ثم وقف بينهما ولمس جبهتيهما مباركاً وقال: "ما كنتَ قبل اليوم إلا بشراً فانياً، ولكنك ستغدو وزوجتك مثلنا خالدين". وبعد ذلك أمر بأخذهما وجَعَلَهما يسكنان في القاصي البعيد عند فم الأنهار. 



الرواية التوراتية: إن الشكل الأدبي الأخير لملحمة جلجامش يعود بتاريخه إلى القرن الثاني عشر قبل الميلاد. ولكن نسخة منها وُجدت محفوظة في مكتبة الملك آشور بانيبال بمدينة نينوى تعود بتاريخها إلى أواسط القرن السابع قبل الميلاد، وهذا يدل على أنها بقيت متداولة إلى حين وصول سبي يهوذا إلى بابل نحو عام 587ق.م، وكان لدى محرري التوراة فرصة للاطّلاع على قصة الطوفان الكبير، ودمجها في روايتهم عن بدايات التاريخ البشري في سفر التكوين. فخلال تسعة أجيال أعقبت وفاة آدم كان شر البشر يكثر على وجه الأرض، فندم الرب على خلقه للإنسان وعزم على إفنائه بواسطة طوفان شامل. تتصف قصة الطوفان التوراتية بالاضطراب والتشوش والتناقض في المعلومات، وذلك بسبب لجوء المحرر إلى الجمع بين روايتين مختلفتين عن الطوفان في نص واحد دون محاولة منه للتوفيق بينهما في سردية متسقة. في الرواية الأولى يظهر الإله التوراتي بالاسم يهوه، ولذلك يدعونها الباحثون بالرواية اليهوية (Y)، أما في الرواية الثانية فيظهر تحت اسم إيلوهيم (أو الله في الترجمات العربية، وGod في الإنكليزية)، ولذلك يدعونها بالرواية الإيلوهيمية (E). ومثل هذا الجمع بين الرواية Y والرواية E نصادفه في العديد من قصص سفر التكوين، ولكنه هنا يتجلى في أوضح أشكاله وأكثرها تعقيداً. ولغرض التيسير على القارئ فقد قمت بتفكيك القصة إلى عناصرها اليهوية والإيلوهيمية، ثم إلى شبك الثانية في سردية متصلة ومطردة خالية من التشوش والتناقض: "كان نوح رجلاً باراً كاملاً في أجياله. وسار نوح مع الله. وولد نوح ثلاثة بنين: سام وحام ويافث. وفسدت الأرض أمام الله وامتلأت الأرض ظلماً. ورأى الله الأرض فإذا هي قد فسدت، إذ كان كل بشر قد أفسد طريقه على الأرض. فقال الله لنوح: نهاية كل بشر قد أتت أمامي لأن الأرض امتلأت منهم ظلماً. فها أنا مهلكهم مع الأرض. اصنعْ فُلكاً من خشب جُفر، وتجعل الفلك مساكن وتطليه من داخل ومن خارج بالقار، وهكذا تصنعه: ثلاثمئة ذراع يكون طول الفلك وخمسون ذراعاً عرضه وثلاثون ذراعاً ارتفاعه. وتصنع كواً للفلك وتكَمِّله إلى حدّ ذراع من فوق، وتصنع باب الفلك في جانبه. مساكن سفلية ومتوسطة وعلوية تجعله. فها أنا آت بطوفان الماء على الأرض لأهلك كل جسد فيه روح حياة من تحت السماء. كل ما في الأرض يموت، ولكن أقيم عهدي معك فتدخل الفلك أنت وبنوك وامرأتك ونساء بنيك معك. ومن كل حي من كل ذي جسد اثنين من كلٍّ تُدخل إلى الفلك لاستبقائها معك تكون ذكراً وأنثى. من الطيور كأجناسها ومن البهائم كأجناسها، اثنين من كل تُدخل إليك لاستبقائها. وأنت فخذ لنفسك من كل طعام يؤكل واجمعه عندك فيكون لك ولها طعاماً. ففعل نوح حسب كل ما أمره الرب (التكوين 6: 9-22). "ولما كان نوح ابن ستمئة سنة صار طوفان الماء على الأرض. فدخل نوح وبنوه ونساء بنيه معه إلى الفلك من وجه مياه الطوفان، ومن البهائم الطاهرة والبهائم التي ليست بطاهرة، ومن الطيور ومن كل ما يدب على الأرض دخل اثنان اثنان إلى نوح إلى الفلك ذكراً وأنثى كما أمر الله نوحاً. وحدث بعد السبعة الأيام أن مياه الطوفان صارت على الأرض. في سنة ستمئة من حياة نوح، في الشهر الثاني، في اليوم السابع عشر من الشهر، في ذلك اليوم انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم وانفتحت طاقات السماء، وكان المطر على الأرض أربعين يوماً وأربعين ليلة (التكوين 7: 6-12). "وكان الطوفان على الأرض أربعين يوماً على الأرض، وتكاثرت المياه ورفعت الفلك فارتفع عن الأرض. وتعاظمت المياه وتكاثرت جداً على الأرض، فكان الفلك يسير على وجه المياه. وتعاظمت المياه كثيراً جداً على الأرض 




فتغطت جميع الجبال الشامخة التي تحت كل السماء، خمسة عشر ذراعاً في الارتفاع تعاظمت المياه فتغطت الجبال، فمات كل ذي جسد كان يدب على الأرض... وتبقى نوح والذين معه في الفلك فقط" (التكوين 7: 17-24). "ثم ذكر الله نوحاً وكل الوحوش وكل البهائم التي معه في الفلك، وأجاز الله ريحاً على الأرض فهدأت المياه وانسدت ينابيع الغمر وطاقات السماء، فامتنع المطر من السماء، ورجعت المياه عن الأرض رجوعاً متوالياً... وبعد مئة وخمسين يوماً نقصت المياه واستقر الفلك في الشهر السابع في اليوم السابع عشر من الشهر على جبل أراراط.... وحدث بعد أربعين يوماً أن نوحاً فتح طاقة في الفلك التي كان عمِلها، وأرسل الغراب فخرج متردداً حتى نشفت المياه عن الأرض. ثم أرسل الحمامة من عنده ليرى هل قلَّت المياه عن وجه الأرض، فلم تجد الحمامة مقراً لرجلها فرجعت إليه... فلبث أيضاً سبعة أيام أُخر وعاد فأرسل الحمامة من الفلك، فأتت إليه عند المساء وإذا ورقة زيتون خضراء في فمها، فعلم نوح أن المياه قد قلت عن الأرض. فلبث أيضاً سبعة أيام أُخر وأرسل الحمامة فلم تعد ترجع إليه أيضاً. وكان في السنة الواحدة والستمئة (من عمر نوح) في الشهر الأول في أول الشهر، أن المياه نشفت عن الأرض. فكشف نوح الغطاء عن الفلك ونظر وإذا وجه الأرض قد نشف. وفي الشهر الثاني في اليوم السابع والعشرين من الشهر جفت الأرض. وكلم الله نوحاً قائلاً: اخرج من الفلك أنت وامرأتك وبنوك ونساء بنيك معك، وكل الحيوانات التي معك... فخرج نوح وبنوه وامرأته ونساء بنيه معه وكل الحيوانات... وبنى نوح مذبحاً للرب وأخذ من كل البهائم الطاهرة ومن كل الطيور الطاهرة، وأصعد محرقات على المذبح. فتنسَّم الرب رائحة الرضا، وقال الرب في قلبه: لا أعود ألعن الأرض أيضاً من أجل الإنسان، لأن قلب الإنسان شرير منذ حداثته، ولا أعود أيضاً أُميت كل حي كما فعلت. 



مدة كل أيام الأرض زرع وحصاد وبرد وحر وصيف وشتاء ونهار وليل لا تزال (التكوين 8: 1-22). "وبارك الله نوحاً وبنيه وقال لهم: أثمروا واكثروا في الأرض، ولتكن خشيتكم ورهبتكم على كل حيوانات الأرض... وها أنا مقيمٌ ميثاقي معكم ومع نسلكم من بعدكم ومع كل ذوات الأنفس الحية... لا ينقرض كل ذي جسد بمياه الطوفان، ولا يكون أيضاً طوفان ليخرب الأرض. وقال الله: هذه علامة الميثاق الذي أنا واضعه بيني وبينكم وبين كل ذوات الأنفس الحية التي معكم إلى أجيال الدهر. وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض؛ فيكون متى أنشر سحاباً على الأرض وتظهر القوس في السحاب أني أذكر ميثاقي الذي بيني وبينكم وبين كل نفس حية (التكوين 9: 1-14). وعاش نوح بعد الطوفان ثلاثمئة وخمسين سنة، فكانت كل أيام نوع تسعمئة وخمسين سنة ومات. (التكوين 9: 28-29). بين الرواية التوراتية والرواية البابليلة: تعتمد الروايتان التوراتية والبابلية على العناصر نفسها، وتسير الأحداث فيهما على نحو متوازٍ. فقرار الطوفان يتخذه الإله إنليل في الرواية البابلية بعد موافقة مجمع الآلهة عليه، وفي الرواية التوراتية يتخذ القرار الإله يهوه منفرداً نظراً لعدم وجود مجمع للآلهة. أما الدافع إلى ذلك فهو ازدياد شر البشر على الأرض، على ما نفهم ذلك بشكل صريح في مطلع القصة التوراتية، وبشكل غير مباشر في نهاية القصة البابلية، حيث يقول إيا لإنليل: "كيف دونما تروٍّ جلبت هذا الطوفان؟ كان بإمكانك أن تُحمِّل الآثم إثمه والمعتدي عدوانه ...إلخ". بعد ذلك يقوم كل من الإله إيا والإله يهوه باختيار رجل صالح لمهمة إنقاذ بذرة الحياة على الأرض، ويعطيه تعليمات مفصّلة حول مخطط السفينة وكيفية بنائها، وركابها وما يُحمل فيها من متاع. فقد كان على أوتنابشتيم أن يحمل معه عدداً غير محدد من أهله المقربين وممتلكاته، وعدداً غير محدد أيضاً من حيوانات الأرض. وكان على نوح أن يحمل معه امرأته وأبناءه ونساء أبنائه، ومن الحيوانات من كل زوجين اثنين، إضافة إلى ما يكفي من طعام. ولكن أوتناشتيم كان أكثر فطنة من نوح لأنه حمل معه أيضاً نخبة من أهل الصناعة والحرف، من شأنها حفظ منجزات الحضارة من الضياع. انداح الطوفان في الروايتين بتأثير عاملين رئيسين هما ماء المطر والمياه الباطنية التي تفجرت من أعماق الأرض. وأضافت الرواية البابلية إلى ذلك مياه السدود التي انهارت. وقد استمر طغيان الطوفان في الرواية البابلية سبعة أيام، تلتها سبعة أيام أُخر استقرت السفينة خلالها على جبل نصير، أثناء ذلك وعلى ثلاث فترات غير محددة أطلق أوتنابشتيم على التوالي ثلاثة طيور هم الحمامة والسنونو والغراب. أما في الرواية التوراتية (E) فلدينا أربعين يوماً لطغيان الطوفان وأربعين يوماً لتراجعه، إضافة إلى ثلاثة أسابيع أطلق خلالها نوح الغراب أولاً ثم الحمامة مرتين، وقد رست السفينة بعد تراجع الطوفان على جبل يدعوه النص بجبل آراراط. بعد أن تأكد كل من أوتنابشتيم ونوح من انحسار الطوفان عقب بشارة الطائر الثالث، أطلق ركاب السفينة وقدم قرباناً لإلهه. يلي ذلك مباركة إنليل لأوتنابشتيم وزوجته وإسباغ نعمة الخلود عليهما، ومباركة يهوه لنوح وبنيه وإعطائه عمراً مديداً بلغ 950 سنة. أما عن الميثاق الذي عقده يهوه مع كائنات الأرض بعدم إرسال طوفان مدمر مرة أخرى، وقوسه الذي وضعه في السحاب (وهو قوس قزح) ليذكّره بميثاقه، فيقابله قول الإلهة عشتار عندما رفعت عقدها اللازوردي: "كما أني لا أنسى هذا العقد اللازوردي في عنقي، كذلك لن أنسى هذه الأيام، وسأذكرها دوماً". 



بين الرواية القرآنية والرواية التوراتية:
  وردت قصة نوح والطوفان في القرآن الكريم بشكل مختصر في السور التالية: (7 الأعراف: 59-64)، (10 يونس: 71-73)، (26 الشعراء: 105-122)، (37 الصافات: 71-83)، (54 القمر: 9-16)، (23 المؤمنون: 23-31)، (71 نوح: 1-8). وهنالك إشارات عابرة إلى القصة في السور التالية: (21 الأنبياء: 76-77)، (25 الفرقان: 77)، (29 العنكبوت: 14-15)، (40 غافر: 5-6). أما القصة الأكثر تفصيلاً فقد وردت في (سورة هود: 25-49). تحتوي الرواية القرآنية على العناصر الرئيسة للقصة التوراتية، وتسير على التوازي معها، ولكن باستخدام الأسلوب المكثف الموجز الذي يقفر فوق التفاصيل: 1- شر البشر يكثر على الأرض، والله يختار الرجل الصالح نوحاً لهدايتهم: «إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ# قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ# أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ# يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاء لاَ يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ# قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً# فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلاَّ فِرَاراً# وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً#» (71 نوح: 1-7) «....رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّاراً# إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً#» (71 نوح: 26-27). ونلاحظ هنا أن الرواية القرآنية قد انفردت بذكر الدعاء الذي توجّه به نوح إلى ربه لكي يهلك الكافرين ولا يترك لهم أثراً. وهذا يعني أنه كان يتمنى على ربه أن يرسل كارثة شاملة لا تبقي ولا تذر. 2- قرار الطوفان والإعلام عنه والتعليمات: «وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ# وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ#» (11 هود: 36-37). «حَتَّى إِذَا جَاء أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ» (11 هود: 40). نلاحظ من قوله تعالى: «وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا» أن نوحاً كان يصنع السفينة تحت إشراف الرب بعد أن تلقى منه التعليمات الخاصة بذلك وحياً. كما إنه قد حمل زمرة من الصالحين إضافة إلى أهله، وهذا عنصر غير وارد في الرواية التوراتية. أما عن التنور الذي فار عند ابتداء الطوفان، فيقول أغلب المفسرين بأنه تنور كانت تخبز فيه امرأة نوح الخبز، ومنه تدفقت المياه السفلية. 3- دخول الفلك واندياح الطوفان: «وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ# وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ# قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ#» (11 هود: 41-43). تنفرد الرواية هنا بذكر قصة ابن نوح التي لم ترد في التوراة. كما أنها لا تنص على فترة معينة لطغيان الطوفان وتراجعه. 4- تراجع الطوفان والرسو على الجبل: «وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ» (11 هود: 44). نستدل من قوله أعلاه: " يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي" على أن علل الطوفان كانت مياه الأمطار والمياه السفلية التي تفجّرت من الأعماق. أما الجودي فهو جبل بالعراق قرب الموصل. 5- النزول ومباركة بطل الطوفان: «قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ» (11 هود: 48).  ونلاحظ هنا غياب عنصر إطلاق الطيور الوارد في الرواية التوراتية. وقد أنعم الله على نوح بحياة مديدة، فعاش عدداً من السنوات يعادل ما ذكرته الرواية التوراتية. نقرأ في سورة العنكبوت: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً....» (29 العنكبوت: 14). ونقرأ في سفر التكوين: "وعاش نوح بعد الطوفان ثلاثمئة وخمسين سنة، فكانت أيام نوح تسعمئة وخمسين سنة، ومات" (التكوين 9: 28).

المتابعون

من سجلات المحاكم (1) - التابوت

سلسلة بوليسية إذاعية مستوحاة من قضايا حقيقية ، كتب السيناريو والحوار " مصطفى عبد اللطيف " أداء صوتي : إبراهيم غريب ، د . عمرو راتب...

اشترك في خدمة Google Feedburner

Mastodon