Mastodon رؤى: رومانسيات
‏إظهار الرسائل ذات التسميات رومانسيات. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات رومانسيات. إظهار كافة الرسائل

عمر بن أبي ربيعة ( دون جوان العرب في القرن الأول الهجري )

 
عندما ساله الخليفة سليمان بن عبد الملك : «ما يمنعك من مدحنا؟». فأجابه: «أنا لا أمدح إلا النساء». و قد وصف في شعره النساء وطرافتهن في الكلام وحركاتهن وكانت أغلب قصائدة تحكي قصة وتروي حواراً حدث بينه وبين إحدى النساء وغلب عليهاالطابع الموسيقي فتغنى كبار الموسيقيين في ذلك العصر بقصائده . جعل وقد جعل من الغزل فناً مستقلاً. وكان يفد على عبد الملك بن مروان فيكرمه ويقربه. كتب عمر ديوانا كله في غرض مدح النساء باستثناء ابيات قليلة في الفخروكان يباهي بحب النساء له ومعرفتهن به وإعجابهن بجرأته وشقاوته فيقول مثلا وهو يصف حديثاً دار بين ثلاثة فتيات شقيقات
قالت الكبرى أتعرفن الفتى؟ قالت الوسطى نعم هذا عمر قالت الصغرى وقد تيمتها قد عرفناه وهل يخفى القمر وكان مشهوراً بحيه للحب نفسه فلم يقتصر على عشق امرأة بل كان كالنحلة يرتشف رحيقاً من كل زهرة ، وأن كانت بعض النساء قد نان منه اهتماماً أكبر من سواهن وأشهرهن هنداً وسنأتي على ذكرها ، إلا أنه يجب توضيح أن أشهر قصص الحب المتوارثة والتي نعرفها الآن حدثت كلها في القرن الأول الهجري ومنها على سبيل المثال ، قصة جميل وبثينة وقد كانت تقابله قبل زواجها من آخر وبعده فلما افتضح أمرهما وشكى زوجها لأهلها فاستوثقوا أنها ليست علاقة آثمة تركوهما حتى اشتد الأمر عليهم فشكوا للخليفة معاوية بن أبي سفيان بعد أن انتقلوا الى الشام وخرج وراءها جميل ، فواجهها الخليفة فأقرت بحبهما ورغم أنه لاطفها وتضاحك معها فقد حرم على جميل لقاءها وأهدر دمه إن فعل فامتنعت عنه اشفاقاً عليه حتى مات ،بعد أن لجأ لمكان أول لقاء بينهما وانتحب منشداً : 
 وإلا علتني عبرة واستكانة                               وفاض لها جار من الدمع يذرف 
 تعلقتها والنفس مني صحيحة                            فما زال ينمى حب جمل وتضعف 
 إلى اليوم حتى سلّ جسمي وشفني                     وأنكرت من نفسي الذي كانت أعرف 
 وقيل إن بثينة عرفت بالخبر ففجعت وأنشدت شعراً في رثاء الحبيب المكلوم، ويجب الإشارة إلى أن الرواة قد تفاوتوا في توصيف شخصية جميل، فثمة من رآه عفيفاً ومن قال إنه كان ماجناً، وفي نهاية الأمر فإن القصة أخذت طابعاً أسطورياً وجمالياً أكثر من عمقها الحقيقي، مثلها مثل كل قصص الحب عند العرب. ومنها قصة " كثير وعزة " وكثير هذا تربى يتيماً في مرابع الإبل ولكنه عشق عزة عشق المتيم ويذكر أنه أولع بها عندما أرشدته مرة إلى موضع ماء لسقاية الإبل في إحدى رحلاته بالمراعي وقد كانت صغيرة السن وقد تزوجت بثينة وغادرت من المدينة المنورة إلى مصر مع زوجها، ولحق بها جميل هناك. لكنه عاد إلى المدينة وتوفي بها. ومن قوله: 
 وذكر أن عبد الملك بن مروان سمع بقصصه، فلما دخل عليه ذات يوم وقد كان كثير قصير القامة نحيل الجسم كما قيل إنه كان أعور كذلك. قال عبدالملك: أأنت كثير عزة؟ وأردف: أن تسمع بالمعيدى خير من أن تراه! فأنشده قولا القصيدة الشهيرة التي مطلعها:
 ويعجـبـك الطـريـر إذا تـــراهُ       ويخلفُ ظنكَ الرجـلُ الطريـرُ 
 بغـاث الطيـر أكثرهـا فراخـاً      وأم الصقر مقلات نزور
 فقال عبد الملك: لله دره، ما أفصح لسانه، وأطول عنانه! والله إني لأظنه كما وصف نفسه. وقيل إنه عند وفاته شُيّع بواسطة النساء أكثر من الرجال وكن يبكينه ويذكرن عزة في ندبهن. ويعرف الجميع مجنون ليلى وهو قيس بن الملوح الذي عشق ليلى بنت مهدي بن ربيعة بن عامر “ليلى العامرية” وعاشا في البادية بنجد في العصر الأموي، وككل القصص السابقة لابد من رعي الأبل وحيث يبدأ الحب في المرابع، وهي ابنة عمه كانت لهما طفولة مشتركة وقد أحبها في سن صغيرة وكالعادة لم يتزوجها فكانت أشعاره مضرب الأمثال في العشق الى حد الجنون حتى أنه هجر الدنيا وعاش بين الوحوش التي ألفته حتى مات وقيل إنه وجد ميتاً بين الأحجار في الصحراء وحمل إلى أهله فكانت نهاية مأساوية للعاشق المجنون، ووجدته ميتاً امرأة كانت تحضر له الطعام. وقد خط قبل موته بيتين من الشعر تركهما وراءه هما: 
 فياليت هذا الحِبَّ يعشقُ مرةً                          فيعلمَ ما يلقى المُحِبُّ من الهجرِ 
كذلك وردتنا قصص قيس ولبنى و توبة وليلى الأخيلية التي قابلها في إحدى ( المعارك والغزوات ) فعشقها وعشقته وذاعت قصة حبهما لأن ليلى كانت شاعرة تقارب الخنساء في بلاغتها فأنشدت فيه كما أنشد فيها وبالطبع لم يتزوجا فصار الحب مشتعلا بينهم وقد تزوجت من آخر حتى قيل أنه قتل واختلفوا هل في جهاد أو غزوة اغتصاب ونهب فأنشدت فيه 
 وما أحدٌ حيا وإن كان سالما                  بأخلد ممن غيّبته المقابرُ 
 ومن كان مِما يُحدثُ الدهر جازعا         فلابد يوما أن يُرى وهو صابر  
وليس لذي عيش من الموت مذهبٌ        وليس على الأيام والدهر غابِرُ 
 ولا الحيُ مما يُحدث الدهر معتبٌ       ولا الميت إن لم يصبر الحيُ ناشرُ 
 وكل شبابٍ أو جديد إلى بِلى               وكل امرئ يوما إلى الله صائرُ 
 فأقسمتُ لا أنفكُ أبكيك ما دعت            على فننٍ ورقاءُ أو طار طائرُ 
 ويروى أنها ماتت بجوار قبره عندما كانت تزوره بشكل متكرر، وذات مرة سقطت من على الهودج بجوار القبر فأخذتها المنية. وغير ذلك الكثير والكثير جداً من قصص الحب والغرام والعشق في صدر الإسلام وقرنه الأول ولكن لنعود الى الشقي الماجن عمر بن ربيعة وكان وسيماً ملفتاً حسن الوجه والقوام فكانت النساء يحببنه ويقعن في غرامه وإن لم تكن قصصه تحمل لهيب الأشواق وحرها والبكائيات المعروفة عن الفراق والهجر وما شابه ولكنه كان يحكي فيها أخبار غزواته النسائية التي لا تنتهي وخاصة في موسم الحج حيث صرح أنه يتمنى لو أن كل أيام العام حجاً قائلاً


 وله في ذلك قصيدة شهيرة غناها المطرب السعودي طلال المداح يقول فيها :
عند الطـواف رأيتهـا متلثمـة                 للركن والحجـر المعظـم تلثمـا 
أقسمت بالبيت العتيـق لتخبـري              ما الاسم قالت من سلالـة آدمـا 
الاسم سلمـى والمنـازل مكـة                 والدار ما بين الحجـون وغيلمـا
 قلت عديني موعـداً أحظـي بـهي          أقضي به ما قد قضاه المحرمـا 
فتبسمت خجلاً وقالت يـا فتـى               أفسدت حجك يا مُحـل المُحرمّـا 
فتحرك الركن اليمانـي خشيـةً              وبكا الحطيم وجاوبتـه زمزمـا 
لـو أن بيـت الله كلّـم عاشقـاً                 من قبـل هـذا كـاد أن يتكلمـا 
كان له عالمه، عالم خيال سحري قلّ مثيله في المرأة وللمرأة. يبحر بعيداً قريباً، ناسجاً أردية شعرية حريرية معطّرة، تغلّف حدثاً اعتمده من أمر غاية في البساطة فتكفي نظرة منها، استدارة. وقد يكون هناك لقاء وكلام وسويعات وساعات نقرأ الحوار وما دار بينهما، رواية بكاملها نطرب نُدهش لجمالها صدقها وبساطتها. وتمر الأسماء: سلمى، هند، سعدى، الثريّا، أسماء، الرباب، حُميدة، لبابة، زينب الجمحية، عائشة بنت طلحة.... يبحث عن الحُسن، فيخرج أيام الحج بأبهى حلّة على ناقة كُسيت بأحلى الأنسجة ، وخُضبت بالحناء، يقف في الطريق التي تقدم منه العراقيات، وآخر للشاميّات وآخر للنساء القادمات من المدينة . رأى سُبيعة العراقية في إحدى هذه المرات فتغزل بها ثم أخبر :ومن حبها زرت أهل العراق... وفي إحدى هذه المرات يتزوّج عراقية كان أبوها قد هاجر بها وهي طفلة من مكة، الى البصرة واستقرّ. وقيل فيها:" لم يولد مثلها بالحجاز حسنا"، كانت " من اجمل نساء زمانها" ، وإن كان زواجه هذا قد حصل بإلحاح منه وبإصرار ربما نتيجة صدّها المستمر له ، فإنّ زواجه بكلْـثَم المخزوميّة وبالرغم من كونه يهواها، تم بقرار منها لا يقبل نقاشاً، مع ذلك – إلا أنه على ما يبدو – فإن زيجاته هذه كانت عرضاً ورغبة وقتية، ذلك ان الذي وُصف بأنه "من أعطر الناس وأحسنهم هيئة"، وبالذات ذُكر اهتمامه بترجيل شعره، هذا الرجل كان حبّه لذاته وإعجابه بها يستغرقه، يمنعه من الزواج، يقول على لسان أخوات ثلاث كنّ يتداولن أخباره ووصفه ثم رأينه يعدو على فرسه : 
 قالت الصُغرى وقد تيّمتُها            قد عرفناه وهل يخفى القمر 
 إنه مغرم بالصغرى منهن، وهو يتغزّل بنفسه على لسانها . إنه يعشق الجمال في النساء، وكل امرأة منهن تتلبّسه لبوساً كاملاً، فهي حالة عشق حقيقية له، مع ذلك فهو لا يثبت عليها، يقول على لسان إحداهن : 
والكلام في وصفه صحيح فهو ملول متقلِّب لا يثبت على واحدة. وإن كان لكل أمر استثناء، فغرام عمر بن أبي ربيعة بالثريا هو الإستثناء، وهو لا يصبر على هجرها له، يتشكى من بعد هذه التي يحبّها :" عدد القطر والحصى والتراب"، هل هناك نهاية لعدد ما استشهد به؟؟ ولع النساء به وقد كان ولعه بالنساء يقابله ولع مماثل للنساء به، فكنّ يتسقطن أخباره ويحفظن شعره، هذا بالعموم، أمّا من كان له علاقة عشق بها وغزل لها فقد كانت تغار عليه، ترغب ان يكون لها وحدها لا غير، وكن يعبّرن عن غيرتهن بأفعال عنيفة أحياناً، فها هي الثريا تنتظره وقد واعدها فيأتي مع صاحب له قريب منه، لم يعجبها هذا السلوك وتضربه بظاهر كفها على وجهه ضربة كان من عنفها أنها جعلت اسنانه الأمامية تضطرب وتتحرّك، فسافر الى البصرة لمعالجة اسنانه فعُولجت وجرى تثبيتها *. وعبّرت أخرى بغير هذا، والشاعر يحكي ما حصل: كان مع جارية (المرأة الشابة) يحادثها، فجاءت أخرى تحمل رسالة له من جارية، وجعلت تحدّثه بها بصوت هامس خفي حتى لا تسمع المرأة الحاضرة فغارت هذه وفي الحال عضّته من منكبه عضّة بلغ من قوتها ان أثرها ظلّ على مرّ السنين، يقول هذا المغرم :"... فما وجدت ألم عضّها من لذّة ما كانت تلك تنفُث في أذني.." وقد كان رائداً فيما سمي بالشعر الإباحي فله قصائد متعددة في هذا المجال يصف فيها جسد المرأة وملامحها وكيف عانقها أو قبلها فقبلته وبادلته غراماً بغرام فيقول :


قصيدة ليتَ هِنداً أنجزتنا ما تَعِد 
واستَبدَّتْ مرةً واحدةً               إنَّما العَاجزُ مَن لا يَستبِدْ
طَفلَةٌ بارِدَةُ القَيظِ إِذا             مَعمَعانُ الصَيفِ أَضحى يَتَّقِدْ 
 سُخنَةُ المَشتى لِحافٌ لِلفَتى      تَحتَ لَيلٍ حينَ يَغشاهُ الصَّرَدْ 
 حَدَّثوني أَنَّها لي نَفَثَت           عُقَداً       يا حَبَّذا تِلكَ العُقَدْ 
 كُلَّما قُلتُ مَتى ميعادُنا          ضَحِكَت هِندٌ وَقالَت بَعدَ غَدْ 
 الشرح: هند بلغها من صاحباتها أنَّ عمر يصف مفاتنها، فسألتهم إن كان قد وصفها كما يرينها عاريةً "أكَما يَنعَتُني تُبصِرنَني" أما الـ معمان: هو شدة الحر، والصَّرد: هو البرد. وهند بجسدها لا يخاف الفتى معه حر صيف، أو برد شتاء، أما في قوله (لي نَفَثَت عُقَداً) أي أنَّها أعدت له من ضروب السحر، فالنفث في العقد، هو السحر، والشعوذة. 
 قصيدة هروبٌ بعد الوصال
 وفي إحدى قصائده، يروي ابن أبي ربيعة نزوله على إحدى عشيقاته ليلاً، فلما قضى منها حاجته، كان الصبح قد اقترب، والناس بدأوا بالاستيقاظ، فحارت هي بأمرها، كيف يخرج من عندها؟. فتستشير أختيها، اللاتي يعطينه ثيابهنَّ، ويطلبنَّ منه عدم العودة مرة أخرى إلى ديارهنَّ، فيهرب وفي باله ذكرى تلك الليلة، وتُدرَّسُ هذه القصيدة، لتَتَبُع التطور الدرامي في الشِعر العربي القديم، إضافة إلى الحوار، والسرد: 
 فَلَمّا رَأَت مَن قَد تَنَبَّهَ مِنهُمُ             وَأَيقاظَهُم قالَت: أَشِر كَيفَ تَأمُرُ
فقلت أُباديهِم فَإِمَّا أَفوتُهُم         وَإِمّا يَنالُ السَيفُ ثَأراً فَيَثأَرُ 
 فَقالَت: أَتَحقيقاً لِما قالَ كاشِحٌ       عَلَينا وَتَصديقاً لِما كانَ يُؤثَرُ 
(كاشح: فتى كان يشك في علاقة عمرٍ، بهند، فدارت قصتهم على لسانه) 
 فَإِن كانَ ما لا بُدَّ مِنهُ فَغَيرُهُ        مِنَ الأَمرِ أَدنى لِلخَفاءِ وَأَستَرُ 
 أَقُصُّ عَلى أُختَيَّ بِدءَ حَديثِنا      وَما لِيَ مِن أَن تَعلَما مُتَأَخَّرُ 
 لَعَلَّهُما أَن تَطلُبا لَكَ مَخرَجاً وَأَن تَرحُبا صَدراً بِما كُنتُ أَحصُرُ 
 فَقامَت كَئيباً لَيسَ في وَجهِها      دَمٌ مِنَ الحُزنِ تُذري عَبرَةً تَتَحَدَّرُ 
 فَقامَت إِلَيها حُرَّتانِ عَلَيهِما        كِساءانِ مِن خَزٍّ، دِمَقسٌ وَأَخضَرُ 
 فَقالَت لِأُختَيّها: أَعينا عَلى فَتىً          أَتى زائِراً وَالأَمرُ لِلأَمرِ يُقدَرُ
 فَأَقبَلَتا فَاِرتاعَتا ثُمَّ قالَتا: أَقِلّي        عَلَيكِ اللَومَ فَالخَطبُ أَيسَرُ 
 فَقالَت لَها الصُغرى: سَأُعطيهِ مِطرَفي        وَدَرعي وَهَذا البُردُ إِن كانَ يَحذَرُ 
 يَقومُ فَيَمشي بَينَنا مُتَنَكِّراً          فَلا سِرُّنا يَفشو وَلا هُوَ يَظهَرُ 
 فَكانَ مِجَنّي دونَ مَن كُنتُ أَتَّقي        ثَلاثُ شُخوصٍ كاعِبانِ وَمُعصِرُ
(الكاعب: الحسناء، المعصر: الفتاة الشابة)  
فَلَمَّا أَجَزنا ساحَةَ الحَيِّ قُلنَ لي:        أَلَم تَتَّقِ الأَعداءَ وَاللَيلُ مُقمِرُ 
 وَقُلنَ: أَهَذا دَأبُكَ الدَّهرَ سادِرا     أَما تَستَحي أَو تَرعَوي أَو تُفَكِّرُ 
(سادر: تائه أو غير مبالٍ)
 إِذا جِئتِ فَاِمنَح طَرفَ عَينَيكَ غَيرَنا         لِكَي يَحسِبوا أَنَّ الهَوى حَيثُ تَنظُرُ 
 فَآخِرُ عَهدٍ لي بِها حينَ أَعرَضَت       وَلاحَ لَها خَدٌّ نَقِيٌّ وَمَحجَرُ 
(المحجر: ما يحيط بالعين) 
 سِوى أَنَّني قَد قُلتُ يا نُعمُ قَولَةً           لَها وَالعِتاقُ الأَرحَبيّاتُ تُزجَرُ 
 هَنيئاً لِأَهلِ العامِرِيَّةِ نَشرُها        اللذيذُ وَرَيَّاها الَّذي أَتَذَكَّرُ
كما أنَّه مرَّ على الغزل العذري في بعض أبياته، وإنْ تابعت القصيدة في فجورها، لكن أبياتاً حملت المعاني العذرية، العفيفة: أَلاَ حَبّذَا، حَبّذَا، حَبّذَا حَبِيْبٌ تَحَمَّـلْتُ مِنهُ الأَذَى وَيَا حَبّذَا مَنْ سَقَانِي الجَوَى ونَبْضاً مِنَ الحُزْنِ مِنْهُ اغْتَذَى غَـذَاهُ بِدَمْعٍ وقَلْبٍ بَكَى عَلَى غُصْنِ رُوحٍ تَبُثُ الشَذى تَرَاءَى لِعَيْنِي سَنَا عَيْنِهِ وَهَلَّتْ عُيُـونِي: أَلاَ حَـبّذَا تَمَلَّكَ مِنِّيْ سَلِيلُ الوِدَادِ وقَلْبـيْ تَبَنّاهُ واسْـتَحْوَذَا ومن شعره المُغنى: نظرتْ عيني إليها نظرةً – تركتْ قلبي لديها مُرتهن ليس حبُّ فوق ما أحببتُها – غيرَ أن أقتلَ نفسي أو أُجن ومن المغنّى . يصف حبيبته حين رؤيتها: 
 فقلتُ أشمسٌ أم مصابيحُ بِيعةٍ      بدت لك خلفَ السَّجْفِ أم أنت حالم
 -------------------- -----------
بِيعة: مكان الرهبان النصارى 

 وما ذكرتك النفس يا بثين مرة                           من الدهر إلا كادت النفس تتلف 
 رأيت جمالها تعلو الثنايا           كأنّ ذرى هوادجها البروج 
 ترى الرجل النحيف فتزدريه        وفـي أثـوابـه أســد هـصـورُ 
 تَوَسَّدَ أحجارَ المهامِهِ والقفرِ                           وماتَ جريح القلبِ مندملَ الصدرِ 
 لعَمرك ما بالموت عارٌ على الفتى         إذا لم تصبه في الحياة المعابرُ 
ليتَ ذا الدَّهر كانَ حتمًا علينا            كلّ يَومَين حجّة واعتمارَا
قف بالطواف ترى الغزال المحرما         حج الحجيج وعاد يقصد زمزما 
 قالت الكبرى أتعرفن الفتى ؟         قالت الوسطى نعم هذا عمر 
قد وجدناك إذْ خُبِرتَ ملولاً      طَرِفاً لم تكن كما كنتَ قُلتا
لَيتَ هِنداً أنجَزتنا ما تَعدْ            وشَفَتْ أنفُسَنا مِمَّا تَجِدْ  
زَعَموها سَأَلَت جاراتِها          وَتَعَرَّت ذاتَ يَومٍ تَبتَرِدْ 
 أكَما يَنعَتُني تُبصِرنَني          عَمرَكُنَّ اللهَ، أَم لا يَقتَصِدْ؟  
 فَما راعَني إِلّا مُنادٍ: (تَرَحَّلوا)      وَقَد لاحَ مَفتُوقٌ مِنَ الصُبحِ أَشقَرُ 
السَّجف :الستر

 --------------------------------- 

والحديث عن عمر بن ربيعة لا ينتهى ولو كتبت في سيرته كتب ومجلدات وقد خصص له العقاد كتاباً من أهم كتبة ، كما أن العديد من الشعراء قد اتبعوا نهجه فكان منهم الأحوص و وليد بن يزيد وغيرهم في طابور طويل وصل إلى نزار قباني وإن كان أغلبهم قد عانى من انتقادات بسبب نهجهم هذا من بعض النقادر المحافظين أو الفقهاء المتشددين إلا أن عمر بن ربيعة قد وجد مدحاً من فقهاء كبار وأشادوا به وبفنه وقالوا أنه تاب عندما شارف على السبعين وأن الله أحسن خاتمته

المتابعون

من سجلات المحاكم (1) - التابوت

سلسلة بوليسية إذاعية مستوحاة من قضايا حقيقية ، كتب السيناريو والحوار " مصطفى عبد اللطيف " أداء صوتي : إبراهيم غريب ، د . عمرو راتب...

اشترك في خدمة Google Feedburner

Mastodon