Mastodon رؤى: المرأة و الجنس بين الحاضر والماضي في الدول الإسلامية

المرأة و الجنس بين الحاضر والماضي في الدول الإسلامية

 

"الجنس مثل الخيارة"، بهذه المقولة بدأت المعلمة الفلسطينية صفاء طميش حديثها والتي قد توحي بأنها تقصد المثل الشعبي المشابه في مصر حول الخيار كإشارة مجازية للحياة: يوم في يدك، واليوم التالي في (مؤخرتك)، لكن في الواقع كانت تدور في رأسها أفكار أكثر عمقا إذ قالت: "لما باقشر الخيارة. أنا مابقشرش كل القشرة. باعملها هيك زي الأقلام. اكتشفت أن أمي كانت هيك تعمل وأنا باللاوعي باعمل اللي أمي عملته".، وتابعت قائلة "كتير أشياء في الجنسانية هيك. بنعملها دون ما نفكر فيها. نحمل الكثير من الرواسب وبيكون من الصعب أن نغير إلا لما نلاقي فرصة نناقش ليش أنا هيك بعمل" من السهل أن ننظر إلى المشهد الجنسي في المنطقة العربية ولانرى سوى الجانب البائس منه فقط، بدءا مما يعرف بجرائم الشرف مرورا بالقمع وطريقة التعامل مع التطرق للعلاقة الجنسية خاصة بين النساء أو بتصريح منهن، وفرض الرقابة على المحتوى الإباحي وهو تعبير مطاط سهل اطلاقه على أي فعل فيه قدر من الإثارة أو الاغراء أو حتى الحديث الصريح المباشر في هذا الأمر ، واستغلال تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية الجنسي للنساء، حتى اضطهاد ناشطي المجتمعات المدنية. لكن في لب هذه المشكلة عالم مختلف تماما وفجوة كبيرة بين المظهر والواقع ، إذ لا يعني ذلك أن الناس في المنطقة لا يمارسون الجنس خارج إطار الزواج أو أنهم لا يمارسون العادة السرية وهم يشاهدون أفلاما إباحية، أو أن الرجال والنساء لا يقعون في الحب أو أن العمل الجنسي ليس جزءا من الحياة في تلك المجتمعات - بالطبع يحدث ذلك مثل أي مكان آخر في العالم.. لكن المختلف هو أن هناك إحجاما وتقييداً في جميع الأوساط، ما عدا الأكثر تحررا منها، عن الاعتراف أو القبول العلني لأي حديث مباشر في الجنس خاصة إذا تعلق برغبات المرأة واحتياجاتها الطبيعية وخياراتها لحياة جنسية مشبعة ومرضية – ويتم ذلك من خلال قوانين تقييدية وممارسات قمعية في تلك المجتمعات بدعم من تفسيرات انتقائية للدين لكن تحت هذه القشرة من الامتثال، هناك أشياء تعتمل تحت السطح، فقد شهد العقد الماضي ارتفاعا طفيفا ولكنه ثابت في محاولات تحدي الوضع الجنسي الراهن: باحثون يتجرأون على دراسة الحياة الجنسية؛ ومحامون يكافحون من أجل تشريعات أكثر عدالة؛ وأطباء يحاولون تخفيف الآثار الجسدية والنفسية للعنف؛ ونشطاء في الشارع يحاولون جعل الجنس آمنًا؛ ورجال دين يتمتعون بالشجاعة الكافية ليعظوا بالتسامح؛ بالإضافة إلى كتاب ومخرجين يختبرون حدود التعبير الجنسي. وفي المقابل تجد الكثير من المقاومة الرامية في الحقيقة لتحويل المرأة إلى مجرد آلة جنسية لا يجوز لها المطالبة بحقوق ولا رغبات تريد اشباعها ، وحتى النساء أنفسهن تجد قطاعاً كبيراً منهن يشترك في هذه المقاومة بادعاء أن هذا الفعل يسقط الحياء المطلوب عند المرأة ويتنافى مع أنوثتها ، بينما هو قناع أخلاقي وديني يصر على أن تظل للرجل كافة الحقوق في آلة الجنس المملوكة لهم دون أن يكون لها حق إلا التعبير عن رضاها وقناعتها ، وأن يكون هذا هو الشرط الرئيسي لعلاقة مرضية للزوج ، مما دفع الكثيرات إلى اللجوء لإيهام الزوج أنه كاف وأنه مشبع تماماً ، بينما في المقابل زادت الخيانة أو اللجوء للعادة السرية أو السحاق أحياناً بين النساء ، مع اصرار المجتمع على أن يدفن رأسه في الرمل كالنعام بديلاً عن تثقيف أبناءه وعلاج مواطن الضعف فيهم وتشجيعهم على اقامة علاقات دافئة مشبعة . وبينما الأمر كذلك في القرن الواحد والعشرين فإنه قد يكون مذهلاً أن الشريعة الاسلامية ونظم الحكم في الدولة الاسلامية قد منحت للمرأة حقوقاً ارتدت عنها كافة المجتمعات الإسلامية بعد ذلك ارتدادا مهولاً !! فقد كانت من المبادئ الأولية أن للمرأة الحق الكامل فيما يلي : من حقوق المرأة الجنسية أن تتقدّم لخطبة من تحبّ أو من تراه كفئا لها؛ وقد ترجم البخاري في صحيحه: ( باب عرض المرأة نفسها على الرجل الصالح)..قال الحافظ في شرحه: “جواز عرض المرأة نفسها على الرجل وتعريفه رغبتها فيه، وأن لا غضاضة عليها في ذلك.
قال العلامّة عبد العزيز بن الصديق: “إقدام المرأة على طلب الزواج ممن ترى فيه الصلاح، ليس بالمنكر في شريعتنا ولا محرّم في ديننا، والإنسان يجب عليه أن يهرب من الوقوع في المحرّم في الشريعة، ويفر من المنكر في الدين، أما ما تمنعه العادات والأعراف المنتشرة بين الناس، فذلك ممّا لا يعتبر في ديننا، ولا يلتفت إليه في تحليل أو تحريم..”. ـ ومن حقوقها الجنسية ألا تكره على الزواج بمن لا رغبة لها فيه؛ قال البخاري في صحيحه : باب إذا زوّج الرجل ابنته وهي كارهة فنكاحه مردود، وذكر فيه حديث خنساء بنت خدام الأنصارية أن أباها زوّجها وهي كارهة ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فردّ نكاحه. ـ من حقوق المرأة الجنسية: الحق في الوطء، قال الفقهاء لها أن تطلب الطلاق إذا كان الزوج عاجزا عن إشباع رغبتها وقضاء وطرها في الشهوة لعيب من العيوب، لقوله تعالى : ( ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف). قال العلامة ابن الصديق : “لأن الزواج شرع لإحصان الزوجين معا، فالحكم في ذلك دائر مع العلة المانعة من الاستمتاع الكافي، وربما كانت المرأة أشد حساسية بذلك..”. وقد ضيّع العديد من الرجال هذا الحق باتخاذ الخليلات، فلا يأتي الدور على الزوجة إلا مرّة أو مرّتين في الشهر، وربما لا يقربها إلا في المناسبات. ـ ومن حقوقها الجنسية : عدم العزل عنها أثناء الجماع إلا بإذنها. قال جمهور الفقهاء من المذاهب الأربعة وغيرها : ” لا يجوز للزوج أن يعزل عن زوجته إلا بإذنها، طلبا لتمام حصول اللذة عندها”. والعزل هو الإنزال خارج الفرج، ويسمى في الطب الجماع المقطوع، وهو عبارة عن سحب القضيب من المهبل قبل إنزال المني، حتى لا يتكوّن منه الولد؛ وما زال العديد من الأزواج يستعملون هذه الطريقة البدائية لتنظيم النسل، وهي مضرّة بالطرفين، خصوصا المرأة. وإنما حرّم الفقهاء العزل على الزوجة بدون إذنها، لأنه يصيبها جرّاء ذلك ضرر عظيم وغمّ وضيق. ـ ومن حقوقها الجنسية: المبالغة في مداعبتها تهيئا لها لقضاء وطرها. قال أبو عبد الله أصبغ، وهو من أئمّة المالكية (ت. 255 هـ) : “يجوز للزوج أن يلحس فرج زوجته، لأن رطوبة فرج المرأة غير نجسة”. قال حافظ المغرب العلامّة ابن الصديق : ” جاءت الشريعة في التأكيد على الملاعبة قبل المواقعة، وجعلت ذلك من خير لهو الرجل، ففي الحديث الصحيح: ( كل شيء يلهو به الرجل باطل إلا تأديبه فرسه، ورميه عن قوسه، وملاعبته أهله). ونهى صلى الله عليه وسلم عن المواقعة قبل الملاعبة فقال : (لا يقع أحدكم على امرأته كما تقع البهيمة، وليكن بينهما رسول؛ قيل : وما الرسول؟ قال القبلة والكلام).. وقال صلى الله عليه وسلم : (من العجز أن يقارب الرجل زوجته فيصيبها قبل أن يحدثها ويؤانسها، ويضاجعها فيقضي حاجته منها قبل أن تقضي حاجتها).. وقال ابن الحاج في المدخل : وينبغي له إذا قضى وطره أن ألا يعجّل بالقيام لأن ذلك يشوّش عليها، بل يبقى هنيهة حتى يعلم أنها قد انقضت حاجتها..”. هذا وكثير من الرجال يكرهون التطرق لمثل هذه المواضيع لأنهم يهضمون حق المرأة في الجماع، فيقضون حاجتهم دون الالتفات إلى شريكة حياتهم، وهذا لعمري قبيح، فأي فائدة للزوجة أن تقوم عنها بعد أن أفرغت فيها شحنتك، ولم تجد هي لذة في ذلك، وإنما تتحمّل توابعها من الاغتسال في البرد والحرّ؛ ثمّ بعد ذلك يشتكي بعضهم أن زوجته تمتنع عن فراشه. وقد وردت الكثير من الوقائع عن عمر بن الخطاب وهو المشهور بتشدده في الحق ، فألمحت أو صرحت له نساء من المسلمات عن حرمانهن بسبب التقوى والمبالغة في العبادات أو بسبب الجهاد فنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ : جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى عُمَرَ ، فَقَالَتْ : زَوْجِي خَيْرُ النَّاسِ يَقُومُ اللَّيْلَ ، وَيَصُومُ النَّهَارَ ، فَقَالَ عُمَرُ : لَقَدْ أَحْسَنْتِ الثَّنَاءَ عَلَى زَوْجِكَ . فَقَالَ كَعْبُ بْنُ سُورٍ لَقَدِ اشْتَكَتْ فَأَعَرَضَتِ الشَّكِيَّةَ . فَقَالَ عُمَرُ : اخْرُجْ مِمَّا قُلْتَ . قَالَ : أَرَى أَنْ تُنْزِلَهُ بِمَنْزِلَةِ رَجُلٍ لَهُ أَرْبَعُ نِسْوَةٍ لَهُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيهِنَّ ، وَلَهَا يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ وعن الرسول صلى الله عليه وسلم قال الزُّهْرِيِّ : أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ قَالَ : دَخَلَتْ خَوْلَةُ ابْنَةُ حَكِيمٍ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ بَاذَّةُ الْهَيْئَةِ فَسَأَلَتْهَا ، مَا شَأْنُكِ ، فَقَالَتْ : زَوْجِي يَقُومُ اللَّيْلَ ، وَيَصُومُ النَّهَارَ ، فَدَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ ، فَلَقِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ فَقَالَ : يَا عُثْمَانُ ، إِنَّ الرَّهْبَانِيَّةَ لَمْ تُكْتَبْ عَلَيْنَا ، أَفَمَا لَكَ فِيَّ أُسْوَةٌ ، فَوَاللَّهِ إِنِّي أَخْشَاكُمْ لِلَّهِ ، وَأَحْفَظُكُمْ لِحُدُودِهِ وقد حفز المشايخ والأئمة على اطلاق حرية المرأة في التعبير عن رغبتها أثناء العلاقة الجنسية وأن تفحش في القول ، يروي الإمام السيوطي قصة في كتابه شقائق الإترج أن قاضياً تزوج امرأة من أهل المدينة فكان إذا جامعها صاحت واهرجت وفحشت فمن ذلك أنها تقول له : شقه شقه ( أي يشق فرجها) ويلك حر ( فرج ) أمك هو ؟ شقه ( أي لا ترفق به ) ، صدغ أختك هو أم صدغي (تشير الى رغبتها في أن يضربها وهو يجامعها ) فشق ذلك على القاضي فأمرها بأن تمتنع عنه فامتنعت ولم تمض ليال قليلة حتى مل من الجماع الصامت هذا وطلب منها أن تعود لما كانت عليه . كما لم يجدوا مانعاً أن تطالب المرأة بحقها في امتاعها فيروي الشيخ أن أعرابيا شيخاً قعد بين ساقي جارية فلم ينتشر (لم ينتصب ) فوبخته حتى استمهلها قائلاً أنت تفتحين بيتاً وأنا آسي ميتاً
ـ ثم أنشد يالهف نفسي على نعظ فجعت به إذا التقى الركب للمحلوق بالركب
أي وا أسفاه على قضيب كان شديداً انتصابه ففجعت به حين التقت ركبتينا واقتربت من ( المحلوق ) وهو فرجها ، وقد عرف العرب مثلا سار بينهم يقال فيه : انعمي ام خالد رب ساع لقاعد وحكايته أن رجلا أتى جاريته وبينما هي تستعد لتعتليه أتت زوجته وكان اسمها ام خالد فأزاحتها وقالت أنا أولى به وقعدت عليه ، فخرجت الجارية تندب حظها بهذا البيت الذي صار مثلا على حصول النعمة للقاعد وحرمان الساعي منها ولا عجب بعد ذلك أن تسأل النساء في أي صفات الذكر تفضل وأن ينشر ذلك ويذاع وللحديث بقية

هناك تعليق واحد:

المتابعون

من سجلات المحاكم (1) - التابوت

سلسلة بوليسية إذاعية مستوحاة من قضايا حقيقية ، كتب السيناريو والحوار " مصطفى عبد اللطيف " أداء صوتي : إبراهيم غريب ، د . عمرو راتب...

اشترك في خدمة Google Feedburner

Mastodon