لم تكن الكتب التي تتحدث عن الجنس أو فنون الجماع تعد من الأدب الرخيص المنبوذ اجتماعياً والمرفوض أخلاقياً بل كانت منتشرة مشتهرة لدى من سبق ، وتحدث العلماء والفقهاء في مسائل الجنس وفنونه ، والكل كان يمارس الجنس زواجاً أو بملك اليمين (الإماء) ، وكثرت الأسئلة حوله ، فدون بعضهم كتباً تصول وتجول في هذا الفن ، وتمحو الجهل وتنشر الثقافة الجنسية ، فكانت تتحدث عن أحوال الرجال والنساء حال الممارسة الجنسية ، أو تصف لهم الأدوية المتعلقة بالقوة الجنسية ، أو تصف أخلاق الرجال المحببة لدى النساء ، أو العكس ، أو تتحدث عن أنواع وطرق الممارسة .
وقد تصدى بعض العلماء بعدهم لمثل هذه الكتب ، إما للغتها الفاضحة ، ، أو لألفاظها التي قد تخدش الحياء وهو ما دفع الشيخ خالد الجندي مثلاُ لإنكارها على عالم كبير من أعلام الفقه الإسلامي هو الشيخ " جلال الدين السيوطي " إذ لم يتصور أو لنقل لم يشأ أن يعترف أن شيخاً وإماماً يمقامه يتحدث بتلك اللغة الفاحشة فيذكر الأشياء بمسمياتها المعروفة عند العوام ومنها الاسم المتداول للقاء الجنسي ولعضوي الذكورة والأنوثة وقد أنكر نسبة المخطوطات المعروضة في متاحف الغرب للشيخ الجليل دون سند أو دليل سوى رفضه الشخصي للفكرة ، وقد حاول الشيخ أحمد كريمة مجاراته في ذلك ، إلا أنه لم يقطع بإنكار نسبة الكتب للفقيه الكبير ، إذ ألمح أنه كاتب موسوعي ولا ضرر من أن يتطرق لمثل هذه الموضوعات من بين ما تطرق له ، بينما أكد الدكتور أيمن فؤاد، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة الأزهر، قائلاً: «هي كتب مشهورة جدًا، هو راجل موسوعي وكاتب حوالي ما يقرب من 1000 كتاب، فيها طبعًا الكتب دي ».
كشف «أيمن» أن عدد المؤلفات التي كتبها «السيوطي» في الجنس تتجاوز الـ 4، إضافةً إلى وجود مخطوطات تتناول نفس القضية ومنسوبة إليه في لندن وبرلين، بينما الدكتورة زبيدة عطا، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة حلوان، لم تستطع تأكيد أو نفي كتابة الإمام «السيوطي» لتلك المؤلفات الجنسية، لكنها أقرت بوجودها في إحدى المكتبات حسب شهادتها.
أكدت «زبيدة» على ضرورة امتلاك المؤيد أو المعارض لدليل مقنع، مكررةً عدم قدرتها على إصدار حكم من واقع دراستها، في نفس الوقت أشارت إلى وجود بعض المخطوطات التي تُنسب في فترة إلى مؤلف، وبعد زمن يُكتشف أن مدونها شخص آخر.
في نهاية حديثها وجهت «زبيدة» إلى ضرورة وجود لجنة للتحقيق في مثل هذه النصوص، والتأكد ما إذا كان «السيوطي» كتب مثل هذه المؤلفات من عدمه، من خلال دراسة يعدّها المحققون، ليصلوا من خلالها إلى نتائج مؤكدة ( الأمر الذي لم يحدث زلا نتوقع حدوثة مخافة أن ينتهي البحث إلى صحة نسب هذه الكتب للإمام "، ونظراً لتأثر العوام ، بل وكثير من المتخصصين والأكاديمين بثقافات غربية كهنوتية قديمة تخلى عنها الغرب نفسه منذ زمن طويل ، وكذا ثقافات آسيوية ركزت في الأساس على احتقار المرأة والتحقير بكل ما يتصل بها منذ تاريخ طويل في إبان احلال السلطة الذكورية محل السلطة السابقة التي كانت نسوية مسيطرة ، فكان الجنس طقساً دينياً مقدساً ومع أن هذه الثقافة قد تركت أثرها على العديد من الجماعات الصوفية المختلفة باختلاف الدين الذي تنتسب له فعدت الجنس وسيلة روحانية مهمة لجلاء النفس وقوتها وقدرتها على التواصل مع الخالق في شفافية وسمو ، إلا أن هذا قوبل في الجهة الأخرى بمقاومة عنيفة في المجتمع الإغريقي والفلسفة اليونانية والتي انتقلت إلى الرومانية ثم المسيحية الغربية وبفعل الحملات الاستعمارية المتتالية انتشرت انتشاراً ساحقا في المجتمعات كلها ، وهو ما واجهة في المقابل علماء مشهورين وأئمة كبار مؤكدين وسطية الاسلام في هذا الأمر فلا الجنس مباحاً مشاعاً فيه ولا هو نجاسة ورجس بل طبيعة انسانية محببة ومقبولة على الإنسان أن يجتهد في الاستمتاع بها باعتبارها إحدى النعم التي أسبغها الخالق على خلقه أجمعين من إنسان ودواب وطيور وأنجحودها واحتقارها هو كفر بنعمة الخالق علينا ، ولأن هؤلاء الفقهاء العلماء الأكابر لم يكونوا يكتبون للنحبة وحدها بقصد التباهي فيما بينهم وإنما القصد كان تثقيف العوام وتعليمهم بل وتسليتهم أحياناً بأخبار النكاح وطرائفة الأمر الذي استلزم مخاطبتهم بلغة دارجة سهلة يفهمونها
مع ملاحظة أن الألفاظ الجنسية لم تكن محظورة أبداً لا في عاميتها ولا في تسميتها بالفصحى بل كانت كلها مرادفات تدل بعضها على البعض وليس أدل على ذلك من حديث رواه البخاري عن ابن عباس قال: لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم قال له: لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت؟ قال: لا يا رسول الله. قال: أنكتها ـ لا يكني ـ قال: فعند ذلك أمر برجمه.
ولذلك فلم يجد العلماء حرجاً من ذكر الكلمات واضحة صريحة لئلا يلتبس قول مع آخر ولا يضيع المعنى ، والأمر بالطبع لم يقتصر على البخاري بل امتد لعدد كبير من القضاة والمشايخ والعلماء وهو ما سنورد بعضاً من
مقتطفاته في مقلات قادمة
ولذلك فلم يجد العلماء حرجاً من ذكر الكلمات واضحة صريحة لئلا يلتبس قول مع آخر ولا يضيع المعنى ، والأمر بالطبع لم يقتصر على البخاري بل امتد لعدد كبير من القضاة والمشايخ والعلماء وهو ما سنورد بعضاً من
مقتطفاته في مقلات قادمة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق